كانت الصدمة قوية، حين انتشر خبر العثور على الطفل عدنان جثة هامدة، بعدما ظل الجميع يترقبون نتائج البحث عنه منذ اختفائه يوم الاثنين المنصرم، وكلهم أمل في عودته سالما إلى أحضان أسرته. عم السواد مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس مع إعلان اكتشاف مقتل الطفل، الذي تعاطف مع واقعة اختفائه الجميع، بعدما أطلقت حملة واسعة لمساعدة عائلته على العثور عليه، وتجندت مصالح الأمن لفك هذا اللغز، وسط ضغط كبير للرأي العام من أجل إنقاذ عدنان في أسرع وقت، قبل أن تنكشف حقيقة ما جرى، والتي نزلت كالصاعقة على أهل الطفل وكل من تابعوا هذه القضية. وهكذا يكون الطفل عدنان قد ذهب ولم يعد، بعدما غادر منزل والديه نحو صيدلية الحي لإحضار الدواء، ولم يكتب له الرجوع إلى كنف والديه، حين ساد الاعتقاد بأنه قد يكون اختطف وتم نقله بعيدا عن المدينة، قبل أن تسفر الأبحاث الأمنية عن مكانه غير بعيد عن حيه، بعد أن تم التخلص من جثته بطريقة بشعة، صدمت ساكنة المدينة، وحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء حزين جراء هذه النهاية المأساوية. مصالح الأمن وبمجرد توصل المحققين إلى معطيات حول مكان تواجد جثة الطفل المفقود، بعد إيقاف أحد المشتبه فيهم، تم الانتقال إلى عين المكان بجوار الحي الذي كان يقطن به الضحية، ليتم العثور على جثته في الساعات الأولى من يومه السبت. وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، قدتمكنت مساء أمس الجمعة، من توقيف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جناية القتل العمد المقرون بهتك عرض قاصر. وكشفت المعطيات الأولية للبحث أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن مصالح الأمن بمنطقة بني مكادة بمدينة طنجة كانت قد توصلت يوم الاثنين المنصرم ببلاغ للبحث لفائدة العائلة، بشأن اختفاء طفل قاصر يبلغ من العمر 11 سنة، قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات المنجزة أن الأمر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته. وأكد نفس المصدر أن عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية، مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد أسفرت عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية. وقد تم إيداع المعني بالأمر تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، الذي كان ضحيته الطفل القاصر، فيما تم إيداع جثة هذا الأخير بالمستشفى الجهوي بالمدينة لإخضاعها للتشريح الطبي قبل دفنه.