حكاية التعاطي المغربي مع جائحة كورونا، تكاد تختزلها القصة التي طفت على السطح أخيرا، حين تسرب جزء من الخلاف الدائر بين وزارتي الصحة والصناعة، بخصوص أجهزة التنفس الاصطناعي التي بشر بها الوزير مولاي حفيظ العلمي، بل ووعد بتصديرها، في الوقت الذي باتت أرواح العشرات من المغاربة ترتقي يوميا بسبب فيروس كورونا، وما تعانيه أقسام الإنعاش في مستشفيات المملكة. أسئلة ملحة طرحت في الآونة الأخيرة، بنية سليمة في كثير من الحالات، بخصوص هذه الآلات التي قال مسؤول رسمي إن المغرب اخترعها وسيشرع في تصنيعها، وهو ما رد عليه تسريب يحتمل أنه صادر عن وزارة مولاي حفيظ العلمي، حمل "بيروقراطية" وزارة الصحة مسؤولية عرقلة هذا الإنجاز الوطني الكبير. اتهام سرعان ما رد عليه تسريب مضاد، يحتمل بشكل كبير أن يكون صادرا عن وزارة آيت الطالب، يقول إن كل ما قدمته وزارة الصناعة لمصالح وزارة الصحة هو ملف هزيل يتضمن تجريب الجهاز "المخترع" على نعجة يتيمة. وصادف هذا النزال الدائر من وراء حجاب، ما خلفته الخطة المرتجلة لوزارة التربية الوطنية، والتي نسيت أنها تحدثت في وقت قريب عن سيناريوهات ثلاثة، لتقرر اعتماد دخول عشوائي كل ما يقدّمه هو إخلاء ذمة الدولة من كارثة وبائية تبدو حتمية، في ظل التحضير لالتحاق آلاف إن لم يكن ملايين التلاميذ والأساتذة والإداريين، بالمؤسسات التعليمية. هو المنطق التدبيري عينه، الذي يعتمد على نظرة تقنية ضيقة لدرجة لا تراعي معها قيمة الصالح العام، وأولوية "الروح عزيزة عند الله"، وتعتبر نقل المسؤولية من الدولة إلى المجتمع إنجازا يستحق التصفيق. أخيرا، لا بد من إبداء التضامن مع النعجة التي جرى تجريب جهاز التنفس عليها، من باب الرفق بالحيوان ليس إلا.