بعد نجاحه في إنتاج كمامات واقية من فيروس كورونا محلية الصنع، شرع المغرب في تطوير نوعين من أجهزة تنفس اصطناعية محلية الصنع مائة بالمائة، موجهة أساسا إلى المصابين بمرض "كوفيد 19". ويضع فريق من الكفاءات المغربية، يضم خبراء في الطب والهندسة والصناعة (قطاع الطيران)، اللمسات الأخيرة للكشف بعد أسبوعين عن 500 جهاز تنفس اصطناعي في المرحلة الأولى، وتوسيع دائرة الإنتاج من هذه المعدات التي أعلنت العديد من الدول حاجتها لها، خاصة أنها قد تحدد فرص الحياة والموت لآلاف الأشخاص. وأكد وزير الصناعة والتجارة الاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أنه في غضون 15 يوما المقبلة سيتمكن المغرب من إنتاج 500 جهاز تنفس، لتكون جاهزة للمساعدة في إنعاش المصابين بفيروس كورونا المستجد، الذين يكونون في حالات حرجة. ويضم فريق الكفاءات المغربية 20 شخصاً، في مقدمتهم كفاءات من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وكفاءات من وزارة الصناعة، وتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، والمعهد الوطني للبريد والاتصالات، والمركز المغربي للعلوم والابتكار والبحوث، والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وقطب الابتكار للإلكترونيك، وتجمع (Aviarail-PILLIOTY-SERMP). عملية إنتاج هذه الأجهزة تعتمد أساسا على نفس المعايير تصنيع بعض الأجزاء الموجهة لطائرات إيرباص وبوينغ، إذ سيتم تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي وفقا لآخر المعايير الدولية، بدءا من تصنيع المحرك، مرورا بالبطاقات الإلكترونية، والأجزاء الميكانيكية الأخرى، وصولا إلى عملية تجميع مختلف الأجزاء. النموذج المغربي الأول لجهاز التنفس يمكن أن يعمل بشكل مسترسل لمدة تصل ل 3000 ساعة، كما يمكن تشغيله بالمدن والقرى باستعمال التيار الكهربائي أو بطاريات عادية خاصة بالهواتف، أي ليس فقط لعلاج المصابين في المستشفيات. وكشفت مصادر من وزارة الصناعة والتجارة الاقتصاد الأخضر والرقمي أنه بتنسيق مع وزارة الصحة جرى وضع تصميم جديد لتطوير نموذج ثان من أجهزة التنفس الاصطناعية، من بين وظائفه المتطورة معرفة كمية الأوكسجين التي يحتاجها المريض بدون تدخل الإنسان. وأوضحت مصادر هسبريس أن النسخة الثانية من جهاز التنفس الاصطناعي الجاري تطويرها ستحمل وظائف جديدة أكثر ذكاء من حيث ملائمة حجم الأوكسجين مع تنفس المريض، وهو معطى مفيد لمرضى التنفس، خصوصا بالنسبة للمصابين بوباء كورونا الذين وصلوا مراحل حرجة.