شرعت السلطات المحلية في مدينة الدارالبيضاء، بعد الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة ثورة الملك والشعب، بتنسيق مع الهلال الأحمر، في عملية توزيع الكمامات على المواطنين في العديد من الأحياء السكنية في المدينة. المبادرة المذكورة تأتي في إطار التوعية، والتحسيس لفائدة البيضاويين، من أجل ضرورة ارتداء الكمامة بشكل صحيح، والتي أثبتت نجاعتها في التصدي لفيروس كوفيد-19. وبعدما أعلنت السلطات، في يونيو الماضي، التخفيف من تدابير الحجر الصحي، في أغلب المدن المغربية، من بينها مدينة الدارالبيضاء، وجد بعض البيضاويين في ذلك فرصة لعدم ارتداء الكمامة الواقية، أو ارتدائها فقط كإكسسوار، يمنعهم من الاستجواب الدقيق من ممثلي السلطات الأمنية، أو إيقافهم، لاسيما أن القانون ينص على ضرورة ارتدائها. وبإلقاء نظرة في الشوارع الكبرى لمدينة الدارالبيضاء، أو في أزقتها الشعبية الصغيرة؛ يلاحظ أن عددا من البيضاويين تخلوا عن ارتداء الكمامة الواقية، كما كانوا، خلال أيام الحجر الصحي، خصوصا بعد فرضها من طرف الحكومة، بداية أبريل الماضي، على كل المسموح لهم بالتنقل، خلال حالة الطوارئ الصحية، وذلك لمحاصرة الفيروس. وشددت الحكومة على أن وضع الكمامة "واجب وإجباري، وكل مخالف يتعرض لعقوبة حبسية من شهر إلى ثلاثة أشهر، وغرامة تراوح بين 300 و1300 درهم". ووصف سيراج الدين موسى، رئيس جمعية "ولاد المدينة"، في تصريح سابق ل"اليوم24′′، أن عدم ارتداء البيضاويين الكمامة الواقية، ب"السلوك الخطير"، الذي قد تكون عواقبه خطيرة، تؤدي إلى ظهور بؤر، وبالتالي تفشي الوباء في المدينة. وطالب المتحدث نفسه السلطات بفرض القانون، وتشديد المراقبة، مبرزا أن هناك تراخيا من طرف السلطات في موضوع ارتداء الكمامات، بعد الإعلان عن التخفيف من تدابير الحجر الصحي، وموردا أن التحسيس، أو الاعتماد على وعي الأشخاص غير كافيان، كما نفى أن يكون هناك تقصير من طرف جمعيات المجتمع المدني، إذ أكد أن هذه الأخيرة لا تتردد في التواجد في عدد من الأزقة، لتحسيس المواطنين بضرورة ارتداء الكمامات. يذكر أن جهة الدارالبيضاء – سطات تصدرت عدد الإصابات بفيروس كورنا المسجلة في حصيلة، أمس السبت، ب405 حالات، من بينها 337 حالة في الدارالبيضاء الكبرى.