عادت المشاكل الأسرية، والشخصية إلى السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، لتصبح بذلك حديث الجمهور، والمتتبعين، الذين يعشقون الإطلاع على خصوصيات شخصيات، اشتهرت في الويب زمن "يوتوب"، و"انستغرام". وعادت مدونة تدعى "أسماء بيوتي" إلى ثقافة " الباد بوز"، مرة أخرى، ولم يختلف الموضوع هذه المرة عن سابقه بشيء، إذ إن المشكلة مرة أخرى بينها، وزوجها، وعائلته. يذكر أن لكل من أسماء بيوتي، وزوجها، وعائلته قنوات على يوتوب، وهو ما يثير تساؤلات، وشكوك حول افتعالهم المشاكل من أجل الحصول على أرباح قنواتهم من الموقع المذكور. مدونة أخرى تحظى بنسب مشاهدة واسعة، تدعى "إكرام بيلانوفا" شاركت الجمهور، منذ أيام أخبار انفصالها عن زوجها الأجنبي، ثم تفاصيل الخلاف بشكل تدريجي، ثم عادت من جديد، وأخبرتهم بعودة علاقتهما من جديد، ما جعل كثيرين يتهمونها بافتعال المشكل من أجل تسليط الضوء عليها. دجاجة "يوتوب" تبيض ذهبا توضح نسب المشاهدة العالية، التي يحققها أصحاب فيديوهات "نشر الغسيل"، مدى تحقيقهم لأرباح مادية مباشرة عبر منصة "يوتوب"، في حين تحظى حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي بمتابعات أكثر عند مشاركتهم لمشاكل جديدة. "اليوتوبوز" أسماء بيوتي كانت قد أعلنت، سابقا، تمكنها من بناء فيلا، انطلاقا من أرباح حققتها في يوتوب، كما قدمت هدية إلى زوجها عبارة عن سيارة، وأكدت بنفسها أن يوتوب حقق لها كثيرا من أحلامها. وأصبح اسم "أسماء بيوتي" قرينا بمشاكلها مع عائلة زوجها، التي أكسبتها شهرة، وهو ما يعزز طرح افتعال المشاكل من حين إلى آخر لكسب أرباح جديدة. علم الاجتماع وثقافة "نشر الغسيل" قال علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع في حديثه ل"اليوم 24′′، سابقا: "مع الأسف الشديد، أصبح كل شيء مباحا في هذا العصر، عندما تنهار القيم، ويقع انفلات اجتماعي، وقيمي، يمكن أن ننتظر أي شيء، لقد أصبحت الوقاحة شجاعة، والفسق، والفجور جرأة، وكل الأمور، التي كانت تمنعها القيم، والأخلاق، والدين، نقط قوة لمن يسمونهم مشاهير". واعتبر الشعباني أن البحث عن الشهرة عبر "الباد بوز" هدف المشاهير، الذين يشاركون مشاكلهم الشخصية، والعائلية، مضيفا: "هي شهرة لا تدوم طويلا، لكنهم يعيشونها لفترة معينة، ويتكسبون منها، ويحققون بها أهدافا معينة". وأضاف الشعباني حول الظاهرة، التي يعتبرها غير صحية بتاتا: "نجد من يسمون بالمشاهير يشاركون أمورا حميمية، وأسرار غرفة النوم كذلك، وهذا يقلب المفاهيم، والثقافة، التي اعتاد عليها الإنسان في كل المجتمعات". للمتلقي دور أساسي! للمتلقي دور في تشجيع المشاهير على مشاركة مشاكلهم، وذلك ناتج عن إقباله على الاطلاع على خصوصياتهم بشكل رهيب، وذلك يتضح جليا من خلال نسب المشاهدة. الشعباني، أكد ذلك، وفسر: "المتلقي ليس في مستوى ثقافي واحد.. هناك من يجد متعة، وتسلية في الاطلاع على مشاكل المشاهير، لا أتصور أن يتفاعل المثقف مع مثل هذه الأمور، وحتى إن اطلع عليها، فذلك لرصد الظواهر، وتحليلها، وتصنيفها ضمن المتغيرات، التي يعيشها المجتمع، ومدى تأثيرها على الحياة العامة، والاجتماعية، وحتى السياسية أحيانا". وفي المقابل، تعبر فئة أخرى من المتلقيين عن تدمرها من انتشار المشاكل الشخصية في الويب المغربي، وتصنفه ضمن خانة التفاهة، مطالبة بوقفه لتأثيره في الناشئة.