عرفت الآونة الأخيرة مجموعة من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المغربي، منها المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما يتعلق بموقع رفع الفيديوهات “يوتيوب” الذي أحدث ضجة بسبب تحول عدد كبير من رواده إلى أصحاب للقنوات بغرض الشهرة وكسب المال عن طريق التسويق الإلكتروني. فأصبحنا اليوم أمام مصطلحات جديدة ك”يوتيوبورز”، “فلوغورز”، “انفلونسرز” و”فاشونيستا”، إضافة إلى قنوات خاصة متعلقة بمجالات متعددة كالفكاهة، والطبخ، والأناقة والجمال، والديكور،.. أشهرها قناة “إكرام بيلانوفا “، و”أسماء بيوتي”، ومحمد السدراتي وقنوات أخرى. في بداية الأمر، كان الموضوع مسليا وممتعا بالنسبة للكثيرين، إذ كانت الاستفادة تتم من خلال عرض وصفات طبيعية كما هو الحال بالنسبة لإكرام، قبل أن تتحول إلى شخص يتحدث عن مشاكله وحياته الخاصة وحكاياتها مع أزواجها، وهجرتها من المغرب إلى إيطاليا ثم استقرارها بالديار الألمانية؛ لتصبح كل فتاة تحلم بمثل مسيرتها ومستوى عيشها الحالي، بعيدا عن الهدف الأساسي للقناة. بينما اليوتيوبور “أسماء بيوتي” أخذت منحى آخر، وهو استغلال الشهرة لصالح أعمالها الخاصة، التي كانت سببا في حصولها على أموال طائلة، من خلال تنظيمها لحفل كبير بمناسبة افتتاح مركز تجميلي لها، حضره آلاف متابعيها بالدقة المراكشية، على طريقة المشاهير، ما جعل الكثير من المشاهدين يشبهونها ب”دنيا بطمة” وينتقدونها. أما محمد السدراتي، فقد تمكن من كسب العديد من المشاهدات بحكم تنوع المواضيع التي يطرحها من خلال فيديوهاته نذكر منها، “الكريساج” ومشاكل المؤسسات التعليمية، والحب، وسلوكيات بعض الأشخاص في شهر رمضان، ومجموعة من الأمور التي تصادف كل فرد يوميا. إلا أن بعض القنوات باتت مواضيعها بعيدة عن حدود المنطق، كما هو الحال بالنسبة ل”صباح بيوتي” التي تحولت قناتها من قناة للطبخ والمأكولات إلى قناة تتحدث فيها عن مشاكلها الشخصية، بما فيها وفاة زوجها الذي فارق الحياة قبل أيام من حلول شهر رمضان؛ الأمر الذي جر عليها وابلا من الانتقادات لظهورها باللباس الأبيض كنوع من الحداد وهو ما يخالف عادات المرأة المغربية إذ الشائع في مجتمعنا عدم ظهور المرأة إلا بعد انتهاء فترة عدتها، حسب ما دونه البعض في التعاليق المرافقة لقناتها. وخلص رواد موقع رفع الفيديوهات “يوتيوب”، إلى أنه من الواجب على أصحاب القنوات تعميم الفائدة لمتابعيهم بمواضيع آنية تعالج الواقع المعاش، بدل عرض فيديوهات تتضمن محتوى غير مفيد، ومواضيع “تافهة” تخص حياتهم الشخصية بعيدا عن الدور الأساسي الذي من المفروض أن تقوم به.