رغم الظرفية الصعبة التي يمر بها المغرب والمدينتان المحتلتان سبتة ومليلية وإسبانيا بسبب فيروس كورونا المستجد، الذيفرض الإغلاق الشامل للحدود البرية مع الثغرين منذ منتصف مارس الماضي، إلا أن الروابط التاريخية والاجتماعيةوالثقافية والاقتصادية التي تجمع بين مغاربة الثغرين والداخل المغربي دفعت مسلمي مليلية إلى بعث رسالة إلى الملكمحمد السادس، أول أمس الخميس، من أجل مناشدته قصد التدخل لإعادة فتح الحدود المغلقة للسماح لنصف ساكنةالثغرين بصلة الرحم وتبادل الزيارات مع أقاربهم في المغرب. وفي هذا السياق، وجه المجتمع الإسلامي لمليلية، أول أمس، رسالة إلى الملك محمد السادس، يطلب منه التدخل لإعادةفتح الحدود البرية مع سبتة ومليلية قبل يوم الجمعة المقبل، أي يوم عيد الأضحى، لكي يتمكن المغاربة العالقون فيالجانبين منذ خمسة شهور تقريبا من الاحتفال بعيد الأضحى مع ذويهم. وتقول الرسالة التي كشفت صحيفة "مليليةاليوم" عن بعض مضامينها أنه "على غرار الرابط التاريخي والجهوي والثقافي والديني، لدى نصف ساكنة المدينتينارتباط مهم بساكنة الجانب الآخر من الحدود". ويتمثل هذا الارتباط في أنه "لا يوجد مليلي ولا سبتاوي إلا ولديه أغلبيةأقاربه في الجانب الآخر (المغرب)، لهذا فكسر هذا الرابط الاجتماعي والعائلي يشكل صدمة عاطفية كبيرة". وتابعت الرسالة أن هناك مواطنين لم يستطيعوا رؤية ومرافقة آبائهم وإخوانهم، وهذا هو "الواقع المؤلم لحدود مغلقة". واستطردت الرسالة قائلة: "صاحب الجلالة، نفهم أن مثل هكذا إجراء (إغلاق الحدود من مارس الماضي)، المتخذ منمنطلق سيادة بلد لديه الحق القانوني للدفاع عن مصالحه، سواء كانت صحية أو سياسية أو اقتصادية؛ يمكن أن يكون لهالتأثير نفسه، مع مراعاة الحق غير القابل للتصرف لدى كل واحد في الحياة العائلية". وأردفت الرسالة قائلة: "نحنساكنة وضعتنا الظروف في جانبيْ الحدود أو السياج، لكن السياج لم يسبق إلى حدود الساعة أن منعنا من معانقة ذوينا(في الداخل المغربي) أو من مساعدتهم، أو أن يساعدوننا هم". وختم مسلمو مليلية الرسالة بمناشدة الملك قائلين: "صاحب الجلالة، نناشدكم بأن تأخذوا بعين الاعتبار وضعيتنا، وبالتالي، اتخاذ، في إطار سيادتكم، إجراء تخفيف(وضعيتنا الصعبة) بالسماح بتنقل الأشخاص بين الجانبين". ويبدو أن مغاربة مليلية أحسن حالا من مغاربة سبتة بعدما قررت الحكومة اليمينية الحاكمة في سبتة، يوم الثلاثاءالماضي، منع ذبح الأضاحي دون منع شعيرة عيد الأضحى، خوفا من موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد. حاكمسبتة، خوان بيباس، أشار إلى أن الخلفية الوحيدة التي تقف وراء منع ذبح الأضاحي في الثغر " صحية"، وليست " سياسية". في المقابل، سمحت حكومة مليلية المعتدلة بذبح أضاحي العيد مع اتخاذ إجراءات صارمة في أسواق بيعالأضاحي أو مكان ذبحها. في سياق متصل، كشفت مندوبة الحكومة الإسبانية بمليلية، صابرين موح، أنه يجري دراسة إمكانية إعادة فتح الحدودالبرية مع المغرب "من وجهة نظر صحية فقط"، بعيدا عن ما هو اقتصادي وسياسي. وأردفت أن إعادة فتح الحدود مرتبطبتوفر كل الضمانات الصحية الضرورية تجنبا لهدم كل الجهود الصحية المبذولة في الفترة الماضية. وألمحت إلى أن أعادةفتح الحدود ستشمل المسافرين فقط، مستبعدة إمكانية عودة التهريب المعيشي. وفي هذا قالت: "لا يمكن التفكير اليوم،في دخول 10 آلاف في فترة زمنية قصيرة"، نظرا إلى صعوبة فرض احترام الإجراءات الصحية، في إشارة واضحة إلىالازدحام والاكتظاظ، الذي يرافق عملية دخول وخروج ممتهني التهريب المعيشي من الثغر المحتل.