بعدما تسبب الوباء في إغلاق المقاطعة الجماعية لسايس في ال24 من شهر يونيو الماضي، بسبب ظهور إصابات وسط موظفيها؛ أجبر الفيروس مرة أخرى السلطات الصحية والإدارية على إغلاق أبواب مقاطعة أكدال بوسط مدينة فاس، وهي أكبر المقاطعات الست التابعة للجماعة الحضرية، التي يدبرها حزب العدالة والتنمية برئاسة عمدتها إدريس الأزمي. وفي هذا السياق، قال عبد الله العبدلاوي، القيادي بحزب العدالة والتنمية ورئيس مقاطعة أكدال بفاس، في تصريح خص به "أخبار اليوم"، إن قرار إغلاق المقاطعة الجماعية، الذي اتخذه مسؤولو المقاطعة بتنسيق مع السلطات الصحية والإدارية، جاء عقب تأكيد نتائج التحليلات المخبرية الفيروسية التي خضع لها 3 موظفين ظهرت عليهم مؤخرا أعراض كورونا، إصابتهم بالمرض، ويتعلق الأمر برئيسة مصلحة الشؤون الاقتصادية والشرطة الإدارية وزميلة لها تشتغل معها بنفس المصلحة، فيما همت الحالة الثالثة، يضيف رئيس المقاطعة، رئيس مصلحة التصميم، وهو ما عجل بقرار إغلاق المقاطعة منذ صباح أول أمس الاثنين حتى إشعار آخر، لتفادي انتشار الفيروس بين موظفي باقي المصالح بالمقاطعة التي تضم 17 مصلحة. واستبعد العبدلاوي أن يكون مصدر الإصابات المسجلة لدى ثلاثة من موظفيه من داخل المقاطعة أو بسبب ممارستهم لعملهم بها، مرجحا أن يكونوا قد تعرضوا للعدوى من خلال مخالطتهم للحالات التي سبق لفرق اليقظة والرصد الوبائي أن رصدتها بأحياء يقطن بها الموظفون الثلاثة، واصفا إياهم بالحالات المنعزلة التي ستكشف عن مصدر إصابتها أبحاث فرق التدخل لليقظة، بعدما ظهرت عليهم أعراض المرض منذ يومين من تأكيد إصابتهم نهاية الأسبوع الفائت. وشدد المسؤول ذاته على أن "مقاطعته أكدال بحكم وجودها بوسط المدينة وقلبها النابض، كانت أول مقاطعة جماعية اعتمدت التدابير الاحترازية والوقائية منذ تسجيل مدينة فاس أول حالة وافدة من الخارج منتصف شهر مارس الماضي، همت تعقيم المقاطعة والملحقات الإدارية التابعة لها، وإعفاء الموظفين الذين يعانون من الأمراض المزمنة من الحضور، تبعتها تدابير توفير الكمامات للموظفين بمختلف مصالح المقاطعة البالغ عددها 17 مصلحة، وتقسيم موظفيها إلى فرق عمل بالتناوب، ما جنب المقاطعة تسجيل حالات وسط موظفيها، قبل أن نستفيق نهاية الأسبوع الأخير على ثلاث حالات منعزلة بمصلحتي الاقتصاد والتصميم، مصدرها من خارج المقاطعة". آخر المعطيات الآتية من مقاطعة أكدال بفاس، تفيد أن السلطات الصحية وبتنسيق مع مسؤولي المقاطعة، أعلنوا حالة استنفار وسط موظفيها البالغ عددهم حوالي 70 موظفة وموظفا، الذين جرى حصر لائحة بأسمائهم وعناوين مقر سكناهم، بغرض إخضاعهم لكافة الفحوصات الطبية والكشف المخبري الفيروسي، فضلا عن مستشاري المقاطعة وكذا رئيسها والباشا وموظفي مكتبه الموجود بنفس بناية مقاطعة أكدال. هذا وانطلقت منذ مساء أول أمس الاثنين، استنادا إلى المعلومات التي أفادت بها مصادر الجريدة، عملية أخذ عينات من مسالكهم التنفسية لشحنها صوب المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي بفاس، فيما فتحت فرق اليقظة والرصد الوبائي أبحاثها للوصول إلى مصدر إصابة الموظفين الثلاثة بمقاطعة أكدال، إذ يجري التركيز على وسطهم العائلي وجيرانهم، خصوصا أنهم يقطنون بأحياء سجلت فيها إصابات بالفيروس.