في الوقت الذي كان ينتظر فيه مئات المغاربة العالقين في الثغرين المحتلين سبتة ومليلية العودة إلى بيوتهم وذويهم قبل يوم عيد الأضحى بعد أزيد من أربعة شهور من المعاناة النفسية عقب الإغلاق الشامل للحدود البرية والبحرية والجوية في منتصف مارس الماضي، تجنبا لتفشي فيروس كورونا المستجد؛ قررت الحكومة الإسبانية تمديد قرار إغلاق مختلف المعابر الحدودية البرية الفاصلة بين الثغرين والداخل المغربي إلى غاية يوم فاتح غشت المقبل، يوم العيد أو ثاني العيد. هذا القرار لا يشمل فقط المسافرين، بل حتى العمال الحدوديين المغاربة الذين يشتغلون في الثغرين بشكل يومي، نظرا إلى أن الحكومة المغربية لم تقرر إعادة فتح المعابر الحدودية من جانها. وإذا كانت الحكومة المغربية قررت في منتصف مارس الماضي الإغلاق الشامل لجميع المعابر الحدودية مع الثغرين إلى "أجل غير مسمى"، فإن الإسبان يتخوفون من أن يواصل المغرب إغلاقها إلى فصل الخريف المقبل، بحيث يبدو أن القرارات الإسبانية الأخيرة بخصوص تمديد إغلاق الحدود من جانبها هي أقرب إلى "رد الفعل" على القرار المغربي. إذ إن الحكومة الإسبانية تؤكد أن الإغلاق الشامل للمعابر "يبقى مؤقتا"، وقد ينتهي بمجرد انتهاء أسباب اتخاذه، في إشارة إلى إجراء "المعاملة بالمثل" الذي تتبناه مدريد في تعاملها مع بعض دول خارج المجال الأوروبي التي قررت إغلاق حدودها في وجه الإسبان رغم أن الاتحاد الأوروبي وضعها في خانة الدول "الآمنة كورونيا"، مثل المغرب والجزائر والصين. هذه الدول الأخيرة تمنع فتح حدودها أمام المواطنين الأوروبيين بينما فتح الاتحاد الأوروبي حدوده أمام مواطنيها منذ بداية الشهر الجاري. لكن دولا مثل إسبانيا فرضت على المغاربة مبدأ "المعاملة بالمثل"، بينما فرضت إيطاليا شروطا تعجيزية على المغاربة. في هذا الصدد، أكد العدد الأخير (196) من الجريدة الرسمية الإسبانية، أول أمس السبت، "مواصلة إغلاق، بشكل مؤقت، المعابر البرية المخصصة للدخول والخروج من إسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية، طبقا للفصل ثلاثة من إجراء القانون التنظيمي 4-2000، حول حقوق وحريات الأجانب بإسبانيا واندماجهم الاجتماعي". وتابع المصدر ذاته أن القرار "سيكون ساري المفعول ابتداء من منتصف الليل يوم 22 إلى منتصف ليل يوم 31 يوليوز الجاري"، مشيرا إلى إمكانية تعديل هذا القرار المؤقت للاستجابة لظرفيات جديدة أو توصيات جديدة في المجال الأوروبي. في السياق عينه، عرض المصدر ذاته الدول غير الأوروبية التي لازالت توجد في اللائحة الأوروبية المحينة بخصوص "الدول الآمنة من كورونا"، والتي تضم المغرب والجزائر وأستراليا وكندا وجورجيا واليابان ونيوزيلندا ورواندا وكوريا الجنوبية وتايلاند وتونس ولأوروغواي والصين؛ فيما سقطت منها صربيا ومونتنيغرو بعد اشتداد الموجة الثانية من الفيروس بهما، علما أن القائمة كانت تضم في البداية 15 بلدا. الجريدة الرسمية شرحت سبب مواصلة إغلاق الحدود في وجه المغاربة قائلة إنه عند تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل يجب الأخذ بعين الاعتبار توصية الاتحاد الأوروبي التي تنص على وجود نظام المعاملة بالمثل، مضيفة، كذلك، أنه بخصوص الجزائر والمغرب، هناك حاجة إلى أخذ بعين الاعتبار الإغلاق الحالي للحدود في البلدين والأسباب التي تحكمه، كما الحجم الكبير للمسافرين الذين يتنقلون بين البلدين وإسبانيا. ويدخل في إطار عملية عبور مضيق جبل طارق إلى المغرب خلال فصل الصيف عبر الموانئ الإسبانية، قبل أن تُعلق هذه السنة، 3 ملايين مغربي. بعض المغاربة العالقين في سبتة أكدوا ل"أخبار اليوم" أنهم يعولون كثيرا على الحكومة المغربية لإعادة فتح الحدود لقضاء شعيرة عيد الأضحى مع ذويهم..