عاد وزير الصحة خالد أيت الطالب إلى العاصمة الرباط، الأربعاء الماضي، بعد زيارة استغرقت يوما ونصف يوم إلى عاصمة البوغاز، محملا بقائمة شكاوى من مظاهر الإخفاق التدبيري للمديرة الجهوية لوزارة الصحة، المكلفة في نفس الوقت بمهمة المندوبة الإقليمية للصحة بعمالة طنجة وفاء أجناو، التي كانت محط تقريع حتى من والي الجهة محمد مهيدية، خلال اجتماعه مع المسؤول الحكومي. وأثمر اللقاء المشترك بين وزير الصحة ووالي الجهة، إقرار زيادة 40 إطارا طبيا وتمريضيا متخصصا في الإنعاش والتخدير، لدعم وإسناد العاملين بوحدة التدخل الاستعجالي بمستشفى محمد السادس بطنجة، حيث أكدت مصادرنا أنه سيتم استقدامهم من مستشفيات الأقاليم التي تعرف استقرارا في الحالة الوبائية والوضعية الصحية عموما بتراب الجهة، كالحسيمة وشفشاون ووزان، بالإضافة إلى كوادر صحية من القطاع الخاص. كما رافقت خطوة تعزيز الموارد البشرية لتغطية شحها في مستشفيات طنجة، إيصال إمدادات من التجهيزات الطبية، بينها أسرة إنعاش إضافية مجهزة بأجهزة التنفس الاصطناعي، وآليات مراقبة الوظائف الحيوية للجسم، ومستلزمات العمل الطبي، والألبسة الواقية من انتقال العدوى، إضافة إلى الحاجيات الأساسية من الأدوية المستعملة في إنعاش مرضى "كوفيد – 19′′، تفاديا لتكرار سيناريو شبيه بما حدث لأحد الأطباء الذي تدهورت حالته، فتم الاستعانة بدواء بديل لتخفيف حدة الالتهابات في جهازه التنفسي. وأضافت مصادر الجريدة أنه بتعليمات من مهيدية، تمت تهيئة فضاء مغطى على مساحة واسعة في مستشفى محمد السادس، سيخصص للفرز الأولي للحالات المحتمل إصابتها بفيروس كورونا، كما سيضم مركزا لأخذ عينات التحاليل للأشخاص المشكوك في إصابتهم، والمخالطين للحالات المؤكدة، عوض الذهاب إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، حتى لا يتكرر انفجار بؤرة وبائية وسط الأطقم الطبية والتمريضية. وإلى جانب الوقوف على التدابير الاستعجالية لتدارك الخصاص البشري والمعداتي في مستشفى محمد السادس، الذي يستقبل الحالات الخطيرة والحرجة، الذي شهد في الأسبوع الماضي تسجيل حالتي وفاة يوميا، جراء الإصابة ب"كوفيد – 19′′، أفادت مصادرنا أن مجيء وزير الصحة إلى عاصمة البوغاز، في ثاني زيارة له في ظرف ثلاثة أيام، كان مرفوقا بالدكتور عبد الكريم مزيان بلفقيه، الذي يشغل مهام رئيس قسم الأمراض المعدية في مديرية علم الأوبئة بوزارة الصحة. ووفق المعطيات التي توصلت بها "أخبار اليوم"، فإن الدكتور بلفقيه، شقيق المستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه، سيمكث في طنجة خلال الأيام المقبلة بتكليف من وزير الصحة، من أجل الإشراف على الدراسة التي كان أمر بها آيت الطالب، خلال زيارته المدينة نهاية الأسبوع الماضي، ووقف بعينه على الحالات المتدهورة في قسم الإنعاش بمستشفى محمد السادس، بعدما كانت المديرية الجهوية لمحت في تقرير لها إلى احتمال وجود سلسلة فيروسية مختلفة عن خصائص فيروس كورونا الذي يسجل في باقي مناطق التراب الوطني، في تفسيرها لأسباب ارتفاع الحالات الحرجة وحالات الوفيات مقارنة مع باقي جهات المملكة. من ناحية أخرى، أفادت مصادرنا أن المسؤول الحكومي في لقائه بوالي الجهة، استمع لعرض حول الظروف العامة التي يمر بها القطاع الصحي في مدينة طنجة على الخصوص، حيث إنه على عكس أقاليم تطوان، والمضيق الفنيدق، والحسيمة، التي تشهد استقرارا اجتماعيا بين الشغيلة الصحية، والمسؤولين الإقليميين، فإن الأوضاع بمندوبية الصحة لعمالة طنجةأصيلة متوترة منذ أشهر، دونما بروز أي بوادر لحلحلة مطالب المهنيين وشكاوى المواطنين. وكانت هذه المآخذ موضوع اجتماع مستعجل، الأربعاء الماضي، بين الكاتب العام لولاية جهة طنجة، وبين ممثلي 5 هيئات نقابية في قطاع الصحة، هي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابة المستقلة للأطباء، والاتحاد العام الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفدرالية الديمقراطية للشغل، بدعوة من ولاية الجهة من أجل امتصاص غضب الهيئات النقابية التي كانت تعتزم تنظيم تظاهرة احتجاجية، أول أمس الخميس، أمام مقر المديرية الجهوية لوزارة الصحة القريبة من القصر الملكي بمرشان. وخلال هذا اللقاء، وعد الكاتب العام نفسه ممثلي الهيئات النقابية بمصاحبة السلطة الوصية لجلسات الحوار الاجتماعي مع المديرة الجهوية للصحة، الذي تمت برمجة أول جلساته أمس الجمعة، بعد أشهر من إغلاق الباب على الهيئات المهنية، قبل أن تطلب منهم مؤخرا وثائق الملف القانوني للهيئات النقابية، وهو ما أجج غضبهم تجاه ما وصفوه ب"الأسلوب الابتزازي"، وقرروا خوض وقفة احتجاجية مشتركة. وحسب بيان مشترك، تتوفر الجريدة على نسخة منه، قررت الهيئات النقابية الخمس بعد التشاور فيما بينها، أنه تقديرا للجهود التي كان يبذلها والي الجهة منذ بداية الجائحة، حيث كان أكثر إنصاتا وتجاوبا لمطالب الشغيلة الصحية، إذ تم توفير أماكن الإقامة ووسائل النقل وخدمات الإطعام، وتحويل عدد من الفنادق والمصحات الخاصة إلى مراكز التكفل بمرضى "كوفيد – 19′′، وهي المطالب الرئيسية التي لم تكن تتجاوب معها المديرة الجهوية، فإنه تقرر، حسب نفس المصدر، "تأجيل الشكل الاحتجاجي الذي كان مقررا يوم الخميس 16 يوليوز بناء على تدخل السيد الوالي، في انتظار مخرجات الحوار مع السيدة المندوبة الإقليمية للصحة".