بعد سنة من طي ملف معتقلي حراك جرادة بعفو ملكي، غادر على إثره كل المعتقلين على خلفية هذا الحراك أسوار سحن وجدة، ينتظر أن يبدأ فصل جديد من المحاكمات، بعد عودة أربعة نشطاء في المدينة المنجمية للاعتقال. وقال محامي أربعة شباب من نشطاء جرادة، اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات، التي عرفتها المدينة، بسبب حادث انهيار منجم للفحم أودى بحياة عامل شاب، إنه بعد أن تقررت متابعتهم بتهم التجمهر، والتخريض، وخرق الطوارئ، تم تحديد موعد أول جلسة. وأوضح المحامي عبد الحق بنقادي، في حديثه للموقع، أن القاضي قرر، مساء أمس الأربعاء، تحديد موعد أول جلسة لمحاكمة النشطاء الأربعة، في 27 من شهر يوليوز الجاري. وقالت مصادر من المدينة إن من بين المعتقلين الأربعة، ثلاثة سبق أن تم اعتقالهم ضمن نشاط حراك جرادة، قبل سنتين، من بينهم أحد أبرز وجوه الحراك، مصطفى ادعينين. وكان السكان قد استيقظوا، الأحد الماضي، على حادث وفاة مهدي بلوشي، الثلاثيني، الذي كان يشتغل في إحدى التعاونيات، التي تستخرج الفحم الحجري من آبار جرادة، بينما أصيب شقيقه بجروح جراء الحادث. وكان عدد من شباب مدينة جرادة قد حجوا إلى المستشفى الإقليمي للوقوف على تفاصيل وفاة الشاب، وتم إخبارهم أن الأبحاث لاتزال جارية، للتأكد مما إذا كان الفقيد تربطه أوراق عمل رسمية بالتعاونية، إلا أنهم فوجئوا بدفنه في عملية، وصفوها بالسرية. الدفن السريع للضحية خلف موجة غضب وسط شباب المدينة، خصوصا أن الحادث قلّب عليهم مواجع عرفتها المدينة، قبل سنتين، حينما أودت حادثة مماثلة بحياة شابين شقيقين، وفجر حراكا لم يوقفه إلا اعتقال عدد من نشطائه. مطالب سكان جرادة، التي رفعت، قبل سنتين، عادت إلى الارتفاع، أول أمس الأحد، كذلك بحناجر شبابها الغاضبين، وهي مطالب توفير بديل حقيقي لشباب المدينة، بدل مجابهة الموت في آبار الفحم الحجري. يذكر أن العشرات من شباب مدينة جرادة كانوا قد اعتقلوا على خلفية الحراك، الذي عرفته المنطقة، قبل أزيد من سنتين من انتهاء ملفهم بعفو ملكي، شمل كل من تبقى منهم في السجن.