خلفت الاحتجاجات، التي عرفتها مدينة جرادة، الأحد الماضي، اعتقال أربعة شباب من أبناء المدينة، من بين المتظاهرين الغاضبين من سقوط قتيل جديد تحت أنقاض آبار الفحم الحجري المنهارة. وقالت مصادر محلية من جرادة، إنه من بين المعتقلين الأربعة، ثلاثة سبق أن تم اعتقالهم في الحراك، الذي عرفته المدينة، قبل أزيد من سنتين، منهم مصطفى ادعينين، أحد أشهر قادة الحراك. وفي السياق ذاته، قال عبد الحق بنقادي، محامي المعتقلين، إن الشباب الأربعة، لا يزالون إلى حدود اليوم الثلاثاء، في ضيافة الشرطة في مدينة وجدة، مرجحة أن يتم تقديمهم أمام النيابة العامة، غدا الأربعاء. وكان السكان قد استيقظوا، أول أمس الأحد، على حادث وفاة مهدي بلوشي، الثلاثيني، الذي كان يشتغل في إحدى التعاونيات، التي تستخرج الفحم الحجري من آبار جرادة، بينما أصيب شقيقه بجروح جراء الحادث. عدد من شباب المدينة كانوا قد حجوا إلى المستشفى الإقليمي للوقوف على تفاصيل وفاة الشاب، وتم إخبارهم أن الأبحاث لاتزال جارية من أجل الوقوف على تفاصيل الوفاة، والتأكد حول ما إذا كان الفقيد تربطه أوراق عمل رسمية بالتعاونية، إلا أنهم فوجئوا بدفنه في عملية يصفونها بعملية الدفن السرية. الدفن السريع للضحية خلف موجة غضب وسط شباب المدينة، خصوصا أن هذا الحادث قلب عليهم مواجعا عرفتها المدينة، قبل سنتين، حينما أودى حادث مماثل بحياة شابين شقيقين، وفجر حراكا لم يوقفه إلا اعتقال عدد من نشطائه. مطالب سكان جرادة، التي رفعت، قبل سنتين، عادت لترتفع، أول أمس الأحدّ، كذلك بحناجر شبابها الغاضبين، وهي مطالب توفير بديل حقيقي لشباب المدينة، بدل مجابهة الموت في آبار الفحم الحجري. يذكر أن العشرات من شباب مدينة جرادة كانوا قد اعتقلوا على خلفية الحراك، الذي عرفته المنطقة، قبل أزيد من سنتين، قبل أن ينتهي ملفهم بعفو ملكي، شمل كل من تبقى منهم في السجن.