شرعت بعض المختبرات البيولوجية الخاصة، في تجهيز قاعات معزولة خاصة بإجراء التحاليل المتعلقة باستخراج PCR، والتحليلات السيرولوجية، وذلك بأثمنة محددة ستكون في متناول القدرة الشرائية للمواطن، على اعتبار أن وزارة الصحة ستمكن المختبرات المؤهلة بإجراء هذه الخدمة، من الكاشف والمواد المستعملة، وأيضا التأكد من نتيجة التحاليل ومطابقتها. وأفادت مصادر مهنية في حديث مع "اليوم 24′′، أن وزارة الصحة كانت أصدرت في وقت سابق مذكرة إخبارية في هذا الصدد، ثم أصدرت مؤخرا دورية تتضمن المعايير المقترحة لافتتاح أماكن جديدة لإنجاز الفحوصات المخبرية للكشف عن فيروس كورونا، بهدف امتصاص الضغط المتزايد على المراكز العمومية، خاصة وأن هذه التحاليل ستصبح إجبارية بالنسبة إلى الأشخاص الراغبين في السفر على متن الرحلات الدولية. ورأت المصادر نفسها، في محتوى الدورية التي أصدرتها وزارة الصحة بأن المعايير التي تتضمنها تعد "شروطا تعجيزية" لغالبية المختبرات البيولوجية في عموم التراب الوطني، باستثناء مختبرات محدودة جدا في بعض المصحات الكبرى بمدن الرباط والدار البيضاء، هي التي يمكن تصنيفها ضمن المراكز المؤهلة لتهيئة مختبر خاص بإجراء تحاليل PCR. ومن بين الشروط التي وضعتها وزارة خالد آيت الطالب، وفق المصادر ذاتها دائما، أن تتوفر المختبرات على مساحة كبيرة، وذات تصميم هندسي يمكن من خلاله إنشاء قاعة معزولة عن باقي مرافق المختبر، وتتوفر على نقط ولوج ومغادرة خاصة به، لكن غالبية المختبرات في المدن المغربية توجد في شقق أو محلات أرضية محددة المساحة، لا تتعدى في أحسن الأحوال 100 متر مربع. من جانب آخر، اعتبر مصدر مسؤول في أحد المختبرات العمومية بمستشفيات مدينة طنجة، بأن الشروط المنصوص عليها تندرج في سياق الإجراءات الاحترازية المطلوبة، لدرء أدنى نسبة من احتمال إمكانية انتقال العدوى، في حالة الكشف عن شخص نتيجته إيجابية، لا إلى التقنيين العاملين بالمختبر، ولا إلى المرتفقين الذين سيأتون للكشف عن عينات خاصة بهم، لأن مختبر علم الفيروسات يتطلب تأهيلا خاصا ومكانا معزولا بشكل جيد لتفادي حدوث تلوث إشعاعي. أما بخصوص تحليلة Serologie، التي تندرج ضمن علم الأمصال، والتي فرضتها السلطات المغربية على المسافرين القادمين من الخارج، فأوضح المصدر نفسه، أنها تمكن من معرفة ما إذا كان الشخص أصيب في وقت سابق بفيروس من فيروسات الإنفلونزا، أو أنه في طور الإصابة من أي عدوى أو فيروس يمكن معرفة جدته أو قدمه، عن طريق تقنيات IGG، أو IGM، فإذا كان نتيجة الأول إيجابية، فيعني أن الشخص أصيب في وقت سابق، وإن لم تظهر عليه الأعراض، وإذا كانت نتيجة الثاني إيجابية، فيعني أن الشخص حديث الإصابة بكورونا، أما إذا كانت النتيجتان سلبيتان معا، فمعنى ذلك أن الشخص لم يصب من قبل، وغير مصاب حاليا بأي فيروس. ووفق المصدر نفسه، فإن التكلفة الخام التي تغطي المواد الأولية والكاشف لإجراء تحليلة PCR، تتراوح ما بين 500 و600 درهم، وتصل إلى 400 درهم بالنسبة إلى تحليلة سيرولوجي، وإذا ما جرى إضافة هامش ربح اليد العاملة وخدمات المختبرات الخاصة، فإن تكلفة هذه التحاليل قد تصل إلى 2000 درهم، وحول هذه النقطة ما يزال الأخذ والرد بين المهنيين وما بين مصالح وزارة الصحة، وفقا لما أكدته مصادرنا.