تراجع القصر الإسباني عن إدراج مدينتي سبتة، ومليلية المحتلتين، في أجندة زيارات الملك الإسباني، بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، التي فرضتها إسبانيا، بسبب جائحة كورونا. ونقلت صحيفة "إلكونفيدونسييل" الإسبانية، اليوم الاثنين، أن سبتة، ومليلية المحتلتين، كانتا ضمن جدول زيارات الملك، إلى حدود مساء يوم الجمعة الماضي، قبل أن تتدخل حكومة بيدرو سانشيز لسحبهما من البرنامج. وأوضحت المصادر ذاتها أن تدخل حكومة سانشيز لتغيير برنامج زيارات الملك، جاء تجنبا للغضب، الذي من المؤكد أن يعبر عنه المغرب، في حالة إجراء هذه الزيارة. سحب المدينتين المحتلتين من برنامج الزيارة الملكية، خلف ردة فعل غاضبة من حاكم مليلية المحتلة، الذي قال في تصريح لصحف إسبانية، اليوم الاثنين، أن "مليلية مدينة إسبانية، وكنا نأمل أن يزورها الملك كما تم قبل سنوات". والحديث عن زيارة هي الأولى من نوعها للملك فيليبي السادس للثغرين المحتلين، تعيد إلى الأذهان الأزمة، التي مرت بها العلاقات المغربية الإسبانية، عندما أعلن القصر الإسباني أول زيارة رسمية للعاهل الإسباني خوان كارلوس إلى سبتة، ومليلية المحتلتين في عام 2007، لتكون أول، وآخر زيارة له. وآنذاك، رد المغرب بغضب شديد على الزيارة، وأعرب الوزير الأول السابق، علال الفاسي عن "أسفه الشديد، ورفضه التام" للزيارة، كما علق الناطق باسم الحكومة، خالد الناصري، في تلك الفترة أن "حكومة صاحب الجلالة لا يمكنها، إلا أن تعبر عن أسفها الشديد، ورفضها التام لهذه المبادرة المؤسفة". التلويح بزيارة الملك الإسباني للمدينتين المحتلتين، يأتي في ضوء اتهامات إسبانية للمغرب بمحاولة خنق المدينتين اقتصاديا، إذ يتجه المغرب نحو إنهاء عهد التهريب المعيشي، وهو ما أكده وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، في جواب برلماني له، وقال إنه "في الآونة الأخيرة، تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات، للحد من عمليات التهريب، التي تشكل تهديدا لصحة المواطنين، وتساهم بشكل كبير في ضرر مجموعة من الشركات الوطنية، وتضر بميزانية الدولة".