في خطوة من شأنها أن تشوش على العلاقات المغربية الإسبانية، طلب رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية المحتلة، خوان خوسي إمبرودا، من العاهل الإسباني فيليبي السادس القيام بزيارة إلى المدينةالمحتلة، وذلك خلال حفل استقبال رؤساء حكومات الجهات المستقلة الإسبانية والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، مساء يوم أمس الأربعاء، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية إيفي. وسبق لرئيس الحكومة المحلية لمليلية، خوان خوسي إمبرودا، أن دعا الملك فيليبي السادس بعد تربعه على عرش المملكة الأيبيرية زيارة مدينة مليلية المحتلة، إلا أنه لم يتلق أي جواب من القصر الملكي الإسباني. في نفس السياق، ذكرت مصادر حكومية إسبانية لصحيفة " الكونفيدينثيال" القريبة من مراكز القرار الإسبانية أن القصر الإسباني "لم يرد على طلب رئيس حكومة مليلية والتزم الصمت". يذكر أن العاهل الإسباني فيليبي السادس لم يسبق له أن زار المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية سواء عندما كان وليا للعهد أو كملك للجارة الشمالية، وتبقى آخر زيارة للملوك الإسبان إلى المدينتين المحتلتين هي تلك التي قام بها الملك السابق خوان كارلوس، في الخامس والسادس نونبر من عام 2007، وكانت أول وآخر زيارة له منذ اعتلائه العرش الإسباني سنة 1975، وهي الزيارة التي أثار استياء المغرب من خلال البيان الملكي الذي تلاه حينها مستشار الملك محمد المعتصم قائلا:" على إثر الزيارة المؤسفة للعاهل الاسباني جلالة الملك خوان كارلوس الاول لمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، نعرب عن إدانتنا القوية واستنكارنا الشديد لهذه الزيارة غير المسبوقة، مشددين على أن هذه الخطوة غير المجدية تسيء للمشاعر الوطنية المتجذرة والراسخة لدى جميع مكونات وشرائح الشعب المغربي". وأضاف البلاغ "وإزاء هذا العمل الذي يحن لعهد مظلم مضى وانقضى، فإننا نحمل السلطات الاسبانية مسؤوليتها عن المجازفة بمستقبل وتطور العلاقات بين البلدين وعن الإخلال الجسيم للحكومة الاسبانية بمنطوق وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة سنة1991 .وتجسيدا لموقفنا الرافض لهذا التوجه غير الصائب، كان قرارنا باستدعاء سفير جلالتنا في مدريد للتشاور لمدة غير محددة".