كسبت الفنانة الشابة، فاطمة الزهراء قنبوع، قلوب المشاهدين من جديد بأدائها بطولة مسلسل "ياقوت وعنبر"، الذي صنف من أفضل الأعمال الرمضانية للسنة الجارية، وحقق نسب مشاهدة عالية. شخصية "ياقوت" لم تكن أول دور تنجح من خلاله فاطمة الزهراء قنبوع في نيل إشادة الجمهور، إذ انطلقت مسيرة أدوارها الناجحة من أعمال أخرى عرضت، سابقا، مثل "الوجه الآخر" و"دار الغزلان". "اليوم 24′′، حاور فاطمة الزهراء قنبوع حول تفاصيل مسلسل "ياقوت وعنبر"، كما تحدث للجمهور عن مواضيع مختلفة مثل الجرأة، وتطور الدراما المغرببة في الآونة الأخيرة، وكذا أهمية التكوين في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط. بداية، كيف كانت الأصداء حول "ياقوت وعنبر" انطلاقا من تواصلك المباشر مع الجمهور، وكيف تصفين نجاحه على مستوى الأرقام؟ الحمد لله، الجمهور المغربي تقبلنا بصدر رحب، وأحب جميع شخصيات المسلسل، بدليل الكم الهائل من الرسائل، التي توصلت بها وأصدقائي في العمل.. هذا الشيء يفرحنا، ويحفزنا لنكون مجتهدين في المستقبل، ويشجعنا علي العمل بجهد أكبر لتطوير طريقة التشخيص، وخلق منافسة أقوى. نجاح المسلسل لم يكن صدفة.. فالنجاح بصفة عامة لا يحقق عن طريق الصدفة، بل هو نتيجة للعمل، والإصرار، والإيمان.. منذ الوهلة الأولى لإطلاعنا على السيناريو لمسنا قيمته، وكنا متأكدين من تحقيق النجاح، فاشتغلنا بكل صدق وحب. كل شيء كان متوفرا، وهو ما ساعدنا، ووضح لنا صورة النجاح أكثر.. المسلسل مكتوب بذكاء، إضافة إلى أن المخرج مجتهد، ومدرك، ومتمكن، دون نسيان الانتاج، الذي سهر على راحتنا، ووفر أرضية ملائمة إلى جانب حضور طاقات شابة مهمة، وكل هذا ساعدنا لنكون عند حسن ظن الجمهور، ونحمد الله أننا وصلنا إلى قلوبهم..."الحاجة لي كتخدم من لقلب كتوصل للقلب" . ما المميز في دور ياقوت مقارنة مع باقي الأدوار، التي قدمتها فاطمة الزهراء قنبوع؟ ياقوت ستظل علامة فارقة في مشواري.. وسأضاعف مجهود اشتغالي أكثر.. سأبحث وأشتغل على نفسي كممثلة، لأن الإنطلاقة الحقيقية ستكون مستقبلا. أعتبر دور ياقوت مغامرة اشتغلت فيها على شخصية إنسانة قوية، تستطيع كتم أحاسيسها، والتحكم في مشاعرها، حاولت أو أشتغل على مكنون الشخصية، وأعماقها، وهو أمر صعب جعلني أنفجر بالبكاء مرارا، وتكرار بعد الانتهاء من بعض المشاهد. هذه التجربة علمتني التحكم في نفسي أكثر، حتى في حياتي الشخصية. نورة الصقلي من كتاب سيناريو "ياقوت وعنبر".. كيف كان تفاعلها في الكواليس؟ نورة إنسانة مجتهدة، ومحبة لعملها، وعلى الرغم من الصعوبات، التي عاشتها أثناء التصوير بحكم اشتغالها على السيناريو، والحوار في الوقت نفسه، ومراجعتهما، وذلك على حساب نومها، وراحتها، إلا أنها كانت إنسانة مليئة بالطاقة، والحيوية، والنشاط، ولم تبخل علينا بالنصائح، فهي إنسانة معطاءة، وقلبها يسع الأرض، ومن عليها.. كان لي شرف الاشتغال مع سيدة راقية مثلها، وسأكون سعيدة دائما باشتغالي رفقتها. شاهد الجمهور على "أنستغرام" مقاطع على هامش التصوير.. أجواء عائلية عاشها طاقم المسلسل، قريبنا منها أنا من محبي البهجة، والابتسامة، والمقالب، وأحب الاشتغال في هذه الأجواء، لأنها تساعد في نشر الطاقة الإيجابية. وخلال مسلسل "ياقوت وعنبر" كنا عائلة حقيقية أثناء التصوير، وعملنا في جو من الحب، ما ساعدنا على إنجاح المسلسل.. نصحنا بعضنا بعض، ولم يكن هناك أي تحيز شخصي لأحد منا، لأننا نؤمن أن النجاح يكمن في عمل المجموعة كاملة، خصوصا في مجال التمثيل، حيث إذا وجد عنصر ضعيف، ولو كان بسيطا، فسيعيق سيرورة العمل. هل تابعت مسلسلا رمضانيا أخر غير مسلسل "ياقوت وعنبر" ؟ للأسف لم أتابع أي عمل آخر خلال شهر رمضان. دائما ما تسجلين حضورا قويا في رمضان.. هل هناك استراتيجية معينة في اختيارك للأعمال؟ اختياراتي دائما تكون بتأن، لكن هناك ما هو أهم من الاختيار، أو العمل بالنسبة إلي، وهو المجموعة، التي سأشتغل معها، هذا هو أول شيء أسأل حوله في العمل. أعتبر أن " العائلة لي غادي تكون دايرة بيا مهمة جدا" ، كون الحب كما ذكرت سابقا يولد النجاح، إضافة إلى الثقة، ووجود طاقات مهمة، وهذه الأمور أساسية يليها بعد ذلك الشخصية، وقصة العمل. الدراما تطورت كثيرا في المغرب.. في نظرك ما العامل الأساسي في هذا التغير الإيجابي؟ الميدان يتغير فعلا، أصبحنا نلمس تطورا كبيرا، ونرى سيناريوهات جميلة، ووازنة، ومواهب صاعدة جديدة، وهو ما يضفي روحا شبابية على أي عمل، طبعا، مع وجود تواصل مع الجيل السابق من الفنانين لنستفيد من نصائحهم، وهذا الخليط ينتج ثمرة جملية تنال إعجاب الجمهور المغربي. في الموسم الرمضاني الماضي مُنحت الفرصة لممثلين شباب خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي للظهور.. كيف تقيمين الأمر؟ انا خريجة المعهد، وأنصح أي شاب يعشق التمثيل بأن يتكون فيه، ويدخل عالم التمثيل "من الباب، ميدخلش من السرجم". صاحب التكوين سيكسب مكانة كبيرة، واحترام الناس، بدليل الطاقات الواعدة، التي برزت في رمضان، فظهرت جليا قيمة المعهد، والذي دائما ما تكون نتائجه مرضية. وفي المقابل، أنا لا أرفض ولوج أسماء للميدان دون تكوين، لكن من الأفضل أن يتوجه الشباب الحالم بالتمثيل إلى المعهد، لأن الموهبة وحدها غير كافية، ووجب سقلها بالعلم، والمعرفة. أرى أن أفضل مكان للتكوين في هذا الميدان هو المعهد لعالي للفن المسرحي، والتنشيط الثقافي. كيف ترى قنبوع موضوع الجرأة في التمثيل؟ ليست لدي أي مشكلة في الجرأة، وأقصد جرأة المواضيع، أرغب في المشاركة في عمل جريء على مستوى الفكرة أو الموضوع المعالج، أما الجرأة الجسدية فهي مكملة فقط.. هناك مشاهد حول الجرأة الجسدية، التي من الممكن التلميح إليها فقط، والجمهور سيفهم القصد. رأيي هذا لا يعني أنني ضد الممثلين الجريئين فهو اختيارهم، وأحترمه. هل هناك دور معين تحلم به فاطمة الزهراء قنبوع؟ ليس هناك دور معين أود تأديته، لكنني أرغب في أداء عدد كبير من الأدوار المختلفة، والمتنوعة. في الأخير كيف هو الوضع لديك مع الجائحة؟ العالم برمته يعيش تأثيرات كورونا، لكن الحمد "بشويا بشويا كنحاولو نتقبلو الوضع كيفما هو وإن شاء الله الفرج قريب وترجع حياتنا كيفما كانت". fatima zahra qanboua