بعد 12 ساعة تقريبا من إعلان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، زوال يوم الثلاثاء المنصرم، بدء، في غضون 48 ساعة، عملية ترحيل المغاربة العالقين بإسبانيا منذ الإغلاق الشامل للحدود ما بين البلدين يوم 13 مارس الماضي؛ كشفت معطيات جديدة، حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصدرها، أن الفوج الأول من المغاربة العالقين في الجزيرة الإيبيرية عاد، مساء أول أمس الأربعاء، إلى أرض الوطن على متن 3 رحلات جوية انطلاقا من مطار مالقة بالجنوب الإسباني، فيما من المنتظر أن يعود الفوج الثاني اليوم الجمعة، والفوج الثالث الاثنين المقبل. وتابع المصدر ذاته أن عملية الترحيل من إسبانيا ستستمر الأسبوع المقبل. وفي الوقت الذي أكد فيه مصدرنا أنه لا توجد أرقام مضبوطة حول عدد العالقين المغاربة بإسبانيا، أكدت مصادر من داخل جمعية أصدقاء الشعب المغربي بإسبانيا للجريدة، أن عدد العالقين المغاربة في منطقة الأندلس لوحدها يبلغ 1300 مغربي، هذا دون الحديث عن 3000 عاملة مغربية في الحقول الحمراء بمنطقة "ويلفا" التحقن بالعالقين بعد انتهاء عقود عملهن، فيما ستنتهي عقود عاملات أخريات، نحو 4000 مغربية، ابتداء من يوليوز المقبل، أي أن الحكومة المغربية ستكون مطالبة بترحيل نحو 7000 عاملة موسمية. مصدر مطلع من وزارة الخارجية المغربية أكد ل"أخبار اليوم"، أنه "تمت إعادة 300 مغربي من العالقين مساء أول أمس الأربعاء، في إطار ثلاث رحلات جوية من مطار مالقة إلى مطار سانية الرمل بتطوان"، وتابع المصدر ذاته أنه "تمت مراعاة الحالات الإنسانية والأكثر هشاشة في الدفعات الأولى للعالقين، مثل المرضى والعالقين بدون موارد والأمهات، حيث تم نقل عشرة رضع ضمن هذه الرحلات". وبخصوص التدابير التي اتخذتها السلطات المغربية من أجل ضمان سلامة العالقين خلال الرحلة، تجنبا لأي عدوى محتملة، أوضح مصدرنا قائلا: "تم خلال الرحلات الثلاث احترام معايير السلامة الصحية ومسافة الأمان، سواء عند نقل العالقين عبر الحافلات إلى مطار مالقة، أو في الرحلات التي لم يتجاوز عدد الراكبين 100 راكب في كل رحلة". وعن مصير باقي العالقين، يبين المصدر ذاته أنه "ستتواصل عملية نقل العالقين بإسبانيا بتنظيم ثلاث رحلات جوية من مدينة مدريد يوم الجمعة المقبل، وثلاث رحلات من مدينة برشلونة يوم الاثنين المقبل". وبينما حاولت الجريدة معرفة مواعيد ترحيل باقي العالقين في الخارج، خاصة في فرنسا وتركيا والخليج، اكتفى مصدرنا بالقول إن "مسلسل إعادة العالقين إلى أرض الوطن يتم بشكل تدريجي ويراعي إجراءات السلامة، حيث يتم إعداد بنيات استقبالهم لقضاء فترة الحجر الصحي، وستتوالى عمليات إعادة العالقين لتشمل كل الدول المسطرة". وتفاعلا مع قضية المغاربة العالقين بالخارج أو المهاجرين المغاربة العالقين في الداخل منذ إغلاق الحدود، انتقد محمد العلمي، رئيس جمعية أصدقاء الشعب المغربي بإسبانيا (ITRAN)، طريقة تدبير الحكومة المغربية لهذه القضية منذ بدايتها إلى اليوم. وتساءل محمد علمي قائلا: "في الحقيقة يعجز الإنسان عن فهم ما يجري مع العالقين، أين هي الحكومة المغربية ووزير الخارجية والوزيرة المنتدبة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج منذ إغلاق الحدود منذ ثلاثة أشهر؛ إنهم غير موجودين". وأردف العلمي أنه راسل الحكومة وجميع الوزارات المعنية والأحزاب السياسية، لكن لم يتلق أي رد، باستثناء جواب نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي تواصلت مع الجمعية. وأضاف العلمي أنهم في الجمعية تلقوا شكايات جمة من العديد من المهاجرين المغاربة العالقين في المغرب، الذين يرغبون في العودة إلى بلدان الإقامة، شارحا: "إذا كانت الحكومة المغربية دعمت بعض العالقين في الخارج، فإنها تخلت عن المهاجرين المغاربة العالقين في الداخل، وتركتهم وجها لوجها مع تكاليف الحياة اليومية، إذ هناك عالقون يتابعون العلاج في إسبانيا، مثلا، ويحصلون على الأدوية بالمجان، لكن في المغرب وجدوا أنفسهم مطالبين بالدفع مقابل الخدمة الصحية". رغم ذلك، اعترف العلمي أن الحكومة أعادت الفوج الأول من العالقين في ظروف إنسانية وجيدة في رحلات جوية، على خلاف الحكومة الإسبانية إلى حشرت العالقين في المغرب في سفن بعيدا عن احترام شروط السلامة الصحية، إلى درجة اشتراطها الدفع المسبق للعودة إلى مالقة. بدورها، قالت خديجة الطاهري، عضو جمعية أصدقاء الشعب المغربي بإسبانيا، وإحدى العالقين في المغرب قبل أن تتمكن من العودة إلى إسبانيا، في تصريح ل"أخبار اليوم": "حتى ولو كنت من العالقين، وأتحدث انطلاقا مما عشته وعاينته؛ لم نشعر بالمواكبة والأمان والدعم في المغرب عندما كنا في حاجة إلى الدعم بعد الإغلاق الشامل للحدود. وقل الشيء نفسه عن الحكومة الإسبانية التي تأخرت في تسهيل عودة المهاجرين المغاربة إلى إسبانيا، بل أكثر من ذلك، وضعت شروطا صعبة؛ من قبيل ملء استمارة معقدة وشراء التذكرة عبر الأنترنيت، وهو الشيء الذي لم يستطع العديد من المهاجرين العالقين بمختلف المدن المغربية القيام به"...