كشفت مصادر سورية وإقليمية، أمس الأحد، عن وجود حملة روسية لتجنيد سوريين للقتال في ليبيا لفائدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مواجهته لحكومة الوفاق الشرعية، والمعترف بها أممياً بناء على أرضية اتفاق الصخيرات في المغرب. ونقلت وكالة رويترز، عن خمسة مصادر في المعارضة السورية، ومصدر إقليمي مطلع، قولهم إن حملة روسية لتجنيد سوريين للقتال في ليبيا لصالح القائد العسكري خليفة حفتر، تسارعت خطاها، خلال ماي الماضي، عندما وافق مئات المرتزقة على المشاركة. وأشارت الوكالة ذاتها إلى أن أحد المصدرين الكبيرين في المعارضة السورية قال إن المجندين الجدد في الحملة الروسية دعماً لحفتر، بينهم 300 من منطقة حمص، بعضهم مقاتلون سابقون في الجيش السوري الحر، فيما قال المصدر الثالث إن 320 فرداً من المجندين من الجنوب الغربي، ولفت المصدر الإقليمي إلى الانتباه إلى أن وتيرة التجنيد تزايدت مع اشتداد حدة القتال في ليبيا، وهدوء الحرب في سوريا. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هذا السياق، عن تجنيد روسيا لأكثر من 900 سوري للقتال في ليبيا، في شهر ماي الماضي، حسب رويترز. ووفق الوكالة فإنه يتم تدريب المقاتلين في قاعدة في حمص قبل توجههم إلى ليبيا، بمرتباتهم تتراوح بين 1000 و2000 دولار في الشهر، وتتولى مهمة ترتيب التعاقد شركة واجنر جروب للتعاقدات العسكرية تحت إشراف الجيش الروسي. وقالت وكالة رويترز إن وزارة الدفاع الروسية وواجنر جروب لم تردا على أسئلتها حول الموضوع. ويعد نقل مقاتلين إلى الأراضي الليبية انتهاكاً لحظر السلاح، الذي تفرضه الأممالمتحدة، التي حث القائم بأعمال مبعوثها الأمم في ليبيا مجلس الأمن، يوم 19 ماي الجاري على وقف “التدفق الهائل من السلاح، والعتاد، والمرتزقة” على ليبيا. يذكر أن ليبيا انقسمت، منذ عام 2014، بين مناطق تسيطر عليها حكومة طرابلس الشرعية، وأخرى تسيطر عليها قوات حفتر المتمركزة في بنغازي، والتي تحظى بدعم روسيا، والإمارات، ومصر وفق خبراء في الأممالمتحدة، وأمنيين.