كشف المغرب أن تنظيم “داعش” استفاد من الوضعية، التي خلفتها جائحة فيروس كورونا، للتخطيط لعودته، من خلال تكثيف أعمال العنف، التي تم تنفيذها في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك منطقة الساحل، وغرب إفريقيا. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في مشاركته في الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، أمس الخميس، إن المقاتلين الإرهابيين، الموالين لتنظيم “داعش” في إفريقيا يستخدمون أسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، ويغذون طموح التحكم في المجتمعات المحلية، مع السعي إلى استقطاب مقاتلين من فروع إرهابية أخرى. وفي هذا الصدد، دعا الوزير إلى مضاعفة الجهود لضمان إلحاق هزيمة شاملة، ومستديمة لهذه المجموعة الإرهابية، من خلال تجريدها من الوقت، والمكان، والموارد اللازمة لدعم عملياتها العنيفة، مؤكدا أهمية القضاء على التهديد الإرهابي بإفريقيا، مبرزا في هذا الصدد أن الجهود الجماعية مكنت من إجهاض الأطماع الإقليمية لتنظيم “داعش” في الشرق الأوسط. وأوضح بوريطة، أيضا، أن عدد المقاتلين الإرهابيين، التابعين لتنظيم “داعش” في إفريقيا كان يقدر ب 6 آلاف مقاتل، والقارة تشهد اليوم ارتفاعا قويا في الهجمات في وسطها، ومنطقة الساحل. وجدد الوزير دعوة المغرب إلى إيلاء اهتمام أكبر بتطور الدينامية الإرهابية في إفريقيا، داعيا إلى مزيد من التعبئة، لدعم جهود الدول الإفريقية، وآلياتها الإقليمية لمكافحة الإرهاب. ويأتي الاجتماع المذكور عقب عدة مشاورات سابقة، انعقدت، بالأساس، في باريس، في يونيو 2015، وروما، في فبراير 2016، ونيويورك، في شتنبر 2017، وبروكسيل، في يوليوز 2018، وواشنطن في نونبر 2019. وشهد الاجتماع، الذي ترأسه كل من كاتب الدولة الأمريكي، مايك بومبيو، ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي، لويدجي دي مايو، مشاركة ثلاثين بلدا. يذكر أن الاجتماع الإقليمي حول تهديد تنظيم “داعش” بإفريقيا، الذي كان قد انعقد في مدينة الصخيرات، في يونيو 2018، وتوج باعتماد إعلان وزاري، جدد التأكيد، خصوصا، على التزام الأعضاء بالتعاون في جميع مجالات عمل التحالف، قصد ضمان إلحاق هزيمة شاملة، ومستديمة بهذا التنظيم الإرهابي.