بينما يعيش قطاع السياحة بالمغرب على إيقاع اللايقين، بعد تراجع نشاطاته بأزيد من 70 في المائة منذ الإغلاق الشامل للحدود يوم 13 مارس، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية؛ وجهت الحكومة الإسبانية ضربة موجعة أخرى إلى السياحة المغربية، بعد تأكيدها تأجيل عملية عبور المضيق 2020 إلى أجل غير مسمى، ما يعني حرمان قطاع السياحة المغربية من موارد مالية مهمة، نظرا إلى أن عملية عبور المضيق تسمح باستقطاب، بحرا، خلال الصيف أكثر من 3 ملايين سائح ومسافر، جلهم من المغاربة المقيمين بالخارج، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المغرب استطاع سنة 2019 استقطاب 13 مليون سائح فقط. وتكمن أهمية قطاع السياحة في كونه يجلب العملة الصعبة، التي تصل قيمتها السنوية إلى 80 ألف مليون درهم، وفق الاتحاد العام للمقاولات المغربية. كما أنه يساهم ب7 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي، ما يجعله أحد مصادر العملة الصعبة إلى جانب التحويلات الآتية من الخارج، والمبادلات التجارية. هذه القطاعات الثلاثة كلها تضررت من الأزمة الصحية التي فرضها فيروس كورونا المستجد، والتي تحولت إلى أزمة اقتصادية وتجارية مع مرور الأيام. في هذا الإطار، أكد وزير الداخلية الإسبانية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، في الساعات الماضية، أن انطلاقة عملية عبور المضيق 2020 بين إسبانيا والمغرب هذا الصيف، ستؤجل إلى أجل غير مسمى بسبب فيروس كورونا المستجد، مبررا أن مصيرها مرتبط بتطورات تفشي الفيروس. وشرح قائلا: “نحن نتواصل مع كل البلدان، ومع المغرب الذي لدينا معه لجنة مشتركة”، بخصوص تدبير عملية عبور المضيق. وتابع: “تمتاز عملية عبور المضيق التي تنظم سنويا بحساسية قصوى، سواء بالنسبة لبلدان العبور أو البلدان المستقبلة مثل المغرب والجزائر”، قبل أن يؤكد استحالة الانطلاقة حاليا في ظل غياب الضمانات الصحية. وتستقطب هذه العملية التي تتم بحرا نحو 3.5 مليون مسافر، وفق وزير الداخلية الإسبانية، أغلبهم يدخلون المغرب. وكانت عملية عبور مضيق جبل طارق، بين المغرب وإسبانيا، والتي امتدت بين 15 يونيو و15 غشت الماضي، حطمت رقما قياسيا جديدا في الصيف المنصرم، إذ دخل المغربَ، عبر المعابر البرية والبحرية، ما يزيد على 3.3 ملايين مسافر وما يزيد على 761 سيارة. جل هؤلاء المسافرين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا. وفي 2018، سجلت عملية عبور المضيق دخول 3.2 ملايين مسافر إلى المغرب و734 ألف سيارة، حيث جرى تحطيم الرقم الذي سجل في 2017، التي شهدت تسجيل 3 ملايين مسافر فقط و695 ألف سيارة. وكانت الإحصائيات الرسمية، سنة 2016، اعتبرت حينها تسجيل 2864211 مسافرا و655498 سيارة رقما قياسيا. وهكذا، سجلت عملية عبور المضيق بين إسبانيا والمغرب دخول وخروج 12.5 مليون مسافر في أربعة مواسم الصيف. وقد أسهم في هذا الارتفاع، أيضا، تزامن العطلة الصيف مع شهر رمضان والعيد الأضحى، لكن كورونا بعثر أوراق الجميع هذا الصيف.