في كثير من المحطات، كان المسؤولون المغاربة يحسنون الحديث عن الشيء أكثر من إنجازه، متناسين القاعدة التي تقول إن الكثير من التواصل يقتل التواصل، وهو ما كان يفقد كثيرا من الإنجازات قيمتها. هذا عشناه أيضا مع انتشار وباء كورونا والحجر المنزلي، حيث كانت بعض خرجات المسؤولين، سواء في رئاسة الحكومة أو وزارة الصحة أو وزارة الداخلية أو التربية الوطنية… حول الحالة الوبائية، وما سيترتب عليها من إجراءات صحية، أو ما يخص الرفع الجزئي للحجر، أو ما تعلق بكيفية متابعة الدراسة وإجراء الامتحانات، تخلق الخوف والتشويش من حيث تريد الطمأنة والتوضيح. يمكن أن نقول الأمر نفسه عن «التطبيل»، المبالغ فيه وغير الضروري، للنموذج المغربي في مواجهة الجائحة، ودفع جرائد دولية إلى الحديث عن المغرب كما لو أنه بلد خالٍ من الفيروس. إن هذا بقدر ما يطمئن بعض المغاربة، يسهم في تشجيع بعضهم الآخر على التهاون في الالتزام بالتعليمات الصحية والاستهانة بخطورة الوباء. صحيح أن السياسة التي اتبعها المغرب في مواجهة الوباء قد جنبتنا آلاف الإصابات ومثلها من الوفيات، لكن ما قمنا به ليس بالشيء الخارق، فها هي جارتنا الجزائر، التي تفوقنا ديموغرافيا بحوالي ستة ملايين نسمة، تعرف أرقاما غير بعيدة عن الأرقام التي سجلناها نحن في عدد الإصابات وحالات الشفاء والوفيات، ولم نر مسؤوليها يتحدثون عن الاستثناء الجزائري والنموذج المثالي، وهلم جرا. من المهم أن نتحدث عن حالتنا الوبائية، وعما حققناه في مواجهتها، دون تفريط ولا إفراط.