أنهت الغرفة الجنحية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمدينة الراشدية، يوم أول أمس الخميس، أطوار محاكمة سائق حافلة الراشدية، والتي خلفت بداية شهر شتنبر من العام الماضي، مصرع 31 شخصا من ركابها وجرح آخرين، وذلك عقب جرفها من قبل سيول واد «الدرمشان» بمدخل عاصمة جهة درعة – تافيلالت، حيث قضت المحكمة في حق السائق البالغ من العمر 54 سنة، والمتابع في حالة اعتقال، بسنتين حبسا نافذا، وغرامة مالية حددتها المحكمة في أزيد من 15 ألف درهم. وبحسب منطوق حكم المحكمة خلال الجولة الاستئنافية من محاكمة سائق الحافلة، فإن المحكمة متعت الرجل الخمسيني والذي يعيل عائلة من خمسة أفراد، بظروف التخفيف لعدم سوابقه القضائية، حيث خفضت العقوبة الحبسية والتي أدين بها ابتدائيا لدى غرفة حوادث السير بالمحكمة الابتدائية بالراشدية، من سنتين ونصف السنة حبسا نافذا إلى سنتين نافذتين، وذلك بعدما تابعه وكيل الملك بتهم ثقيلة، تخص «القتل والجرح الخطأ»، المنصوص عليهما القانون الجنائي المغربي، حيث ينص الفصل 432 من نفس القانون، والذي توبع من أجله سائق حافلة الراشدية، عقب تسببه في مقتل 31 شخصا من مختلف الأعمار والأجناس، على أنه «من ارتكب، بعدم تبصره أو عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله أو عدم مراعاته، النظم أو القوانين، قتلا غير عمدي، أو تسبب فيه عن غير قصد، يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين وخمسين إلى ألف درهم»، غير أن المحكمة ارتأت تمتيع السائق المعتقل بظروف التخفيف، فأدانته بسنتين نافذتين، بدلا عن خمس سنوات المنصوص عليها في الفصل 432 من القانون الجنائي، يُعلق مصدر قريب من الموضوع. وشدد المصدر نفسه على أن العقوبة المحكوم بها على السائق، تعتبر العقوبة الأشد طبقا لمقتضيات الفصل 433 من نفس القانون، والذي توبع من أجله أيضا السائق المدان، وهو الفصل الذي يتحدث عن الجرح العمدي الذي تعرض له الناجون من حادث الحافلة التي جرفتها السيول بالراشدية، حيث ينص الفصل على عقوبة حبسية نافذة تتراوح ما بين شهر واحد وسنتين كأقصى عقوبة. وكانت عاصمة جهة «درعة – تافيلالت» قد اهتزت في الثامن من شهر شتنبر من العام الماضي، موازاة مع حالة اضطراب جوي عرفته مختلف مناطق المغرب، على وقع حادث جرف سيول «واد الدرمشان» بالجماعة الترابية «الخنك» بضواحي مدينة الراشدية، لحافلة لنقل المسافرين قادمة من الدارالبيضاء في اتجاه الريصاني عبر الراشدية، حيث تسبب سائق الحافلة نتيجة سوء تقديره لمخاطر فيضان الوادي، ومغامرته في عبوره، في انقلاب الحافلة وجرفها من قبل قوة السيول، حيث جرى حينها انتشال 11 جثة من جنبات الواد، وأخرى بالقرب من سد الحسن الداخل بضواحي الراشدية، ليرتفع عدد القتلى إلى 31 شخصا من بينهم نساء ورجال وأطفال، فيما نجا 27 شخصا كانوا بحافلة الموت، والتي كانت تقل حوالي 58 مسافرا، يزيد عددهم بكثير عن المقاعد المسموح بها، بحسب ما جاء في محاضر المحققين والضابطة القضائية.