تعيش أسر الدواعش المغاربة القابعة في مخيمات الاحتجاز في شمال سوريا حالة استنفار قصوى منذ أيام، بعد انتقال فيروس كورونا القاتل إلى مجموعة من الدول المجاورة، لكن الخوف والهلع بدأ بها منذ يوم الخميس الماضي، بعد تأكيد مصادر خاصّة لوكالة “ستيب الإخبارية” اكتشاف الإصابة الأولى بفيروس "كورونا"، وذلك في مدينة حلب شمال البلاد، فيما لا تزال وزارة الصحّة التابعة للنظام السوري تتكتم على الأمر. هذا ما كشفته مصادر خاصة لجريدة “أخبار اليوم” من مخيمي احتجاز المئات من المغربيات وأطفالهن التابعين لقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا. في هذا الصدد، كشفت معطيات حصرية حصلت عليها الجريدة من مخيمي “الروج” و”الهول” بشمال سوريا أن الجو العام في المخيم بين المغربيات “يخيم عليه القلق والهلع والرعب، والتوتر غير المسبوق”، بسبب انتشار فيروس كورونا في بعض الدول المجاورة، لاسيما في ظل التكتم الإعلامي الصارخ للدولة السورية، ومع نقص الرعاية الطبية”، وتابعت المصادر ذاتها، نقلا عن إحدى الأسر المغربية التي قالت: “نخاف على أنفسنها، مع ذلك فكل الخوف على أن نفقد أطفالنا، خاصة وأن الجهات المختصة تتعامل مع الوضع كما لو أنه ليس هناك توباء عالمي”. وعن إمكانية وجود أدوية وتطبيب لمواجهة أي حالة إصابة محتملة، أوردت المصادر عينها أن “الموجود الآن هو ما يمكننا اعتباره إسعافات أولية”. في نفس السياق، أوضحت المصادر ذاتها أن المغربيات يوجدن اليوم أكثر من أي وقت مضى بين مطرقة شبح فيروس “كورونا” وسندان التسريبات التي تتحدث عن عزم قوات سوريا الديمقراطية نقل الآلاف من أسر الدواعش الأحياء والأموات من مختلف الجنسيات من مخيم “الهول” إلى مخيم “الروج”. وتابعت المصادر عينها أن مخيم “الروج” تعيش فيه حاليا 18 مغربية، ومئات الأطفال، علاوة على بعض الأوروبيات الحاملات للجنسية الأوروبية، وأسر من جنسيات أخرى، وهو مخيم يعتبر الوضع فيه أحسن حالا من مخيم الهول، حيث يتكدس الآلاف من النساء والأطفال في ظروف غير إنسانية. ويبقى التوجس الأكبر للمغربيات هو الخوف من نقل مجموعة “داعشيات الباغوز” إلى مخيم “الروج”. مصدر قال للجريدة إن “داعشيات الباغوز كن يعشن بعيدات عن أسر الدواعش في الهول”، وأردف أن هناك أنباء عن إمكانية نقلهن إلى “الروج”، خاصة في ظل عملية التوسيع التي يخضع لها هذا الأخيرة. وتعتقد أسر الدواعش المغاربة في الروج والهول أن داعشيات الباغاوز، من بينهن مغربيات مزدوجات الجنسية، أكثر تطرفا، إذ يعتبرنهن مجرد “فاسقات وزنديقات”. وعن حالة أحوال الطقس في المخيمين بعد العاصمة الثلجية الأخيرة، قالت المصادر ذاتها إن “الأجواء ( يوم أمس الجمعة) حارة كأننا في فصل الصيف”، ويبدو أن المغربيات يشربن “مياها جوفية طبيعية تخزن في الخزانات، علما أن هذه الخزانات يتم تنظيفها ب”جافيل” بين الفينة والأخرى”. في ظل كل هذه الأجواء، تشعر الأسر المغربية العالقة بسوريا بالاستياء بعد ترحيل الطلبة المغاربة في الصين، بينما لم يستجب إلى إشادتهن منذ شهور. مغربية في تلك المخيمات قالت للجريدة: “طبعا خلف الأمر عندنا استياء كبيرا. كنا في بادئ الأمر نبرر أنفسنا بأن الدولة المغربية ليست لديها إمكانية إجلائنا بسرعة، لكن بعد طائرة ووهان أصابتنا كآبة حادة وعدنا لمربع الاضطهاد وجلد الذات مما ولد لدينا حالة من اليأس في أن نكون بشرا من جديد”. عبد العزيز بقالي، رئيس تنسيقية المغاربة المعتقلين والعالقين بسوريا والعراق، قال في حديثه مع “أخبار اليوم” إن “وضع فيروس كورنا لا يساوي عند المغاربة القابعين في مخيمات الاحتجاز شمال سوريا أي شيء، لأن الوضع الذي يعيشونه هناك أصلا مأسوي أكثر بكثير”. وتابع: “هؤلاء المغاربة يطالبون بالعودة إلى بلدهم في أسرع وقت ممكن، لأن أطفالا من جنسيات أخرى ماتوا من البرد أو الحرائق التي تقع أحيانا بسبب التدفئة؛ إنهم يعيشون وضعا كارثيا”. ودعا “المجتمع المدني والجمعيات المدافعة عن الأطفال والنساء إلى توحيد الجهود من أجل تناول هذا الموضوع الذي يستحق أن يطرح بقوة. كما يجب أن تكون لدى الأحزاب المغربية غيرة على أطفالها وتدافع عن ترحيلهم سيرا على منوال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي تقدم مشكورا بسؤال برلماني بهذا الخصوص”.