أربك قرار السلطات السعودية بإلغاء “العمرة”، مؤقتا، حسابات وكالات الأسفار المغربية التي كانت تستعد لتنظيم العديد من رحلات العمرة في عطلة مارس. ويأتي هذا القرار في سياق تداعيات انتشار فيروس “كورونا”، وظهور بعض الحالات في المملكة العربية السعودية. ولتفادي انتشاره، عملت السلطات على إغلاق دخول الأجانب لأراضيها، وتوقيف إصدار التأشيرات. ومنذ مساء الأربعاء 26 فبراير تلقت “وكالات الأسفار” عبر وكلائها في المملكة العربية السعودية، خبر “إلغاء العمرة مؤقتا”، ما خلق صدمة كبيرة في صفوف الراغبين في العمرة. وحسب إيمان لمراني، مسيرة وكالة ورئيسة جمعية وكالات الأسفار بالرباطسلا والقنيطرة، فإن وكيلها في السعودية، أبلغها بأن السلطات السعودية قررت توقيف العمرة مؤقتا، “دون ذكر تاريخ فتح العمرة من جديد”. وعن تداعيات هذا القرار قالت: “صحيح أننا سنتضرر من هذا الإجراء من الناحية المادية، لكن الضرر الأكبر هو إذا أًصيب أحد المعتمرين في صحته بمرض كورونا”، مضيفة “هذه قوة قاهرة خارجة عن إرادتنا”. وبخصوص الإجراءات التي ستقوم بها تجاه المعتمرين المسجلين، قالت إن وكالتها برمجت رحلة تضم 48 شخصا، وأنها شرعت في الاتصال بهؤلاء لإخبارهم بالمستجدات. وتابعت، “في مثل هذه الحالات التي تتميز بحدوث قوة قاهرة، فإن جميع المتعاملين مع الوكالات يعيدون الأموال، ونحن نعيد الأموال لأصحابها”. شركات الطيران، سيكون عليها رد مبالغ التذاكر، والفنادق المحجوزة بتسبيقات في السعودية أيضا. وحسب لمراني، فإن الفنادق في السعودية عادة ما تطلب تأجيل المعاملة لحجز جديد ولا تفضل إعادة التسبيقات. وعبرت رئيسة جمعية وكالات الأسفار عن أملها في إعادة فتح الباب للعمرة وتجاوز المشاكل الصحية قريبا. من جهتها، قالت سناء. س، مسيرة وكالة في جهة الرباط، إن خبر إلغاء العمرة “نزل علينا كالصاعقة”، وحسب ما جرى إبلاغها من طرف وكيل الوكالة في السعودية، فإن السلطات هناك، تريد اتخاذ إجراءات طبية في المطارات لضبط ومراقبة الوفود القادمة من مختلف البلدان، من أجل العمرة أو السياحة، من الناحية الطبية. وكان يفترض أن تنظم الوكالة التي تسيرها سناء، رحلات ل150 معتمرا على ثلاث دفعات في مارس، لكن كل شيء توقف، إلى حين صدور قرار جديد من السلطات السعودية. وهناك توقعات بأن يتوافد المسجلون في العمرة على الوكالات للمطالبة باسترجاع أموالهم. تقول سناء: “نتوقع توافد المسجلين على الوكالة للاستفسار، وعادة ما نطلب منهم مهلة أسبوع، حتى نضبط الحسابات، ثم نعيد المال لمن طلبه أو نعيد برمجة الرحلة بعد فتح الباب للعمرة”. وبدورها تشير سناء إلى أن شركات الطيران عادة ما تعيد الأموال للوكالات، لكن “تقع بعض المشاكل مع الفنادق في السعودية”. ومن جهته، لم يخف صاحب وكالة أسفار في مدينة تمارة، حالة الارتباك التي تسبب فيها قرار إلغاء العمرة، وقال ل”أخبار اليوم”، إنه كان يعتزم تنظيم رحلات لنحو 400 معتمر، قبل أن يفاجأ بقرار الإلغاء. وكانت وزارة الخارجية السعودية، أعلنت أنه إثر متابعة الجهات الصحية في المملكة تطورات انتشار فيروس كورونا الجديد (19COVID)، قررت تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا، وتعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد فيها خطراً. وأكدت المملكة السعودية أن “هذه الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة”. وذكرت مصادر ل”أخبار اليوم”، أنه إذا استمرت الحالة الوبائية لكورونا، فإنه من المحتمل أن تتخذ السلطات السعودية قرار إلغاء موسم الحج هذا العام.