لقي كليب الفنان سعد لمجرد ومجموعة لفناير، “آسف حبيبي” نجاحا كبيرة، وجءب الانتظار بطريقة إخارجه الكوميدية التي مزج بيه المخرج عبد الرفيع عبديوي بين خبرته وإبداعه. عبديوي، قرب الجمهور من خلال حواره مع “اليوم 24” من أجواء وكواليس تصوير كليب “آسف حبيبي”، كما تحدث عن مساره في الإخراج، وواقع هذا الميدان في المغرب. بداية عبد الرفيع، حدثنا عن الكليب الجديد “آسف حبيبي” الذي أشرفت على إخراجه .. وكيف كانت كواليس التصوير بين لمجرد ولفناير؟ بالنسبة للأجواء، كانت عموما، ومنذ بداية التحضير للمشروع على المستوى الموسيقى، مطبوعة بالضحك و”النشاط”، وكان هناك انسجام كبير بين الفنانين.. تعاملنا مع تلعمل كمشروع فني هدفه نشر الفرحة والضحك بين صفوف الجمهور، وإخراجهم من ضغوط الحياة اليومية طيلة مدة الكليب. العمل كان كذلك تكريما لروح قيدومي الفنانين المراكشيين المرحوم حميد الزاهر، وذلك باستخدام لازمة من أغنيته، وهذا التكريم كان حاضر في أذهاننا طيلة فترة إنجاز العمل. اعتمد التصوير على أماكن داخلية فقط، لما هذا الاختيار وما سبب تغييب فضاءات خارجية؟ حدث ذلك انطلاقا من الإدارة الفنية للكليب، وأظن أن الفضاءات الخارجية لن توفر لنا ما رغبناه، وهو توصيل فكرة أن الرافضين للزواج في الكليب غير أسوياء لأن الزواج أمر طبيعي، كما ركزت في الإخراج على جذب وإثارة الجمهور، وهذا ما جعلني أخلق ديكورات من ابداعي. كم تطلب الكليب من الوقت؟ بخصوص مدة تصوير الكليب، فقد دامت ل3 أيام بمراكش، لكن التحضير له كان قبل 10 أيام، أما فترة ما بعد التصوير من مونطاج وباقي التقنيات فقد استغرقت حوالي 20 يوما. ماذا عن تكلفته؟ تكلفة الكليب كانت في حدود المعقول، إذ لم يكن هناك إسراف بمعنى “مكناش كنخسرو الفلوس في أي شيء”، علما أننا استخدمنا 7 ديكورات داخلية، وهو ما احتاج فريق انتاج كبير، وقد كانوا فعلا في حجم المسؤولية التي على عاتقهم، كل شيء منحناه قيمته التي يستحق، والنتيجة ظهرت في الشكل النهائي للعمل. تعاملت مع نجم كبير هو سعد، ومجموعة من الأقدم في المغرب وهي لفناير..ماذا يضيف لك هذا في مسيرتك؟ في كل مرة أضع يدي في يد لمجرد أو لفناير، تتيسر الأمور، وننجز عملا ناجحا، سبق أن تعاملت مع لمجرد 4 مرات، اثنتان كمدير تصوير، ومثلهما كمخرج، أما لفناير فتعاملت معهم في 7 أعمال حققت نجاحا باهرا. أنت صديق لفناير ولمجرد.. ألهذا وضعوا ثقتهم فيك؟ كنت سعيد بالعمل في مشروع يجمع بين النجم رقم واحد في المغرب سعد لمجرد، وهو الذي نشر الأغنية المغربية في الخارج، أما لفناير فهي مجموعة في عمرها 20 سنة، وحققت طوال مسيرتها نجاحا ملحوظا، وشهرة خارج المغرب، بدليل احتفالهم بمرور 20 سنة على بدايتهم في الأولمبيا ونفدت جميع تذاكر حفلهم. أما بخصوص مسألة الثقة، فإلى جانب الأخوة والصداقة التي تجمعني سواء مع لفناير أو لمجرد، فأنا أقدم عملا بمستوى معين، يقدرونه لدرجة أن أول اسم يفكرون فيه عند التحضير لأعمال جديدة هو اسمي، وهذا أمر يشرفني. سبق وأن تعاملت مع لمجرد في كليب سلام..ماذا عن الكليب وكيف اخترت فكرة تشبه فيلما قصيرا؟ أحاول في كل مشاريعي عدم تكرار نفسي، وتقديم أفكار جديدة بالنسبة لي، وعن ما هو موجود في العالم العربي أو العالم عموما. في كليب سلام، كانت هناك رسائل مشفرة، مثل الباحث الذي يعثر على اسم لمعلم محفورا في المغارة القديمة، وبحروف تيفيناغ، وهذا تعبير عن حجم لمجرد وتجدر اللغة الأمازيغية في التاريخ المغربي. اخترت أن تكون القصة على شكل فيلم قصير، لأن حضور الأمازيغية في الأغنية يستحق إضفاء طابع العالمية عليه، لذا رأيت الأمر من زاوية سينمائية، ورغبت في أن يكون الكليب مختلف عن ما يروج، دون نسيان فكرة أن الكليب في الواقع ليس تصوير فنان يغني أمام الكاميرا، بل هو ابداع. سنعود معك لبداياتك.. كيف بدأ ولعك بالإخراج؟ وحدثنا عن دراسته والخطوات الأولى في احتراف هذه المهنة؟ ولعي بميدان السمعي البصري انطلق منذ أيام الدراسة في المرحلة الابتدائية والاعدادية، واستمر لغاية حصولي على الباكالوريا، ثم تخصصت في ميدان أعشقه، وحصلت على إجازة في الادارة الفنية، وكان هذا الاختيار نابع من فكرة أن المدير الفني هو أقرب شخص للمخرج، ويترجم أفكاره، قبل أن أنتقل للاخراج عندما أحسست أن الوقت أصبح مناسبا لهذه الخطوة. لما التركيز على الكليبات فقط وليس أعمال تمثيل؟ لا أشتغل في الكليبات فقط، بل هناك اعلانات، وانتاجات تلفزية وسينمائية.. أنجزت فيلما سينمائيا سيصدر بعد سنة ونصف أو سنتين، لكن ربما الجمهور لا يعرف هذه التفاصيل ويقتصر على الكليبات، لأن الأضواء تسلط عليها كثيرا لاعتبارات عدة منها اسم الفنان وطبيعته. هل اشرافك على كليبات ناجحة أكسبك الشهرة وأصبح الجمهور العريض يعرفك؟ هدفي في الأصل ليس الشهرة، فلو أردت ذلك لقررت الظهور أمام الكاميرا وليس العمل خلفها.. بخصوص الميدان فحمدا لله اسمي فرض نفسه بفضل عملي، لكن أفرح كثيرا عندما أصادف شخصا بعيدا عن الميدان ويعرف أنني مخرج لعمل ناجح… “الشهرة إلى جات مرحبا لكن مايكونش الغرور” والشهرة الحقيقية بالنسبة لي هي نجاح أعمالي”. انطلاقا من وجهة نظرك.. كيف ترى واقع اخراج الكليبات في المغرب ؟ بخصوص الانتاجات في المغرب فهي كثيرة من ناحية الكم، لكن على مستوى الكيف لدي بعض الملاحظات، هناك فنانون يرغبون في إصدار كليبات لأغانيهم معتمدين على طريقة “قضي باش ما كان”، وهذا عكس رؤيتي، .. موقفي هذا لا يعني غياب أعمال جيدة وأنا لا أقصد التعميم وجمع الكل في سلة واحدة…وفي نهاية المطاف الزيادة في الكم أو الكيف هي لصالح الفن المغربي. هناك اسم بارز آخر في ساحة اخراج الكليبات هو أمين الرواني، وشاع أنك سحبت البساط من تحته ما تعليقك؟ أفضل أن لا أتحدث عن الموضوع، وأتحدث عن نفسي فقط، حاولت في السنتين الآخيرتين الدفع بالكليب المغربي للأمام، وكانت أول تجربة خارج المغرب بكليب ديلبار مع لفناير ونورا فتحي، ثم تجدد التعامل مع نورا فتحي في كليب صور بتايلاند، إضافة إلى اشتغالي مع الفنانة بلقيس فتحي في عمل مغربي، وسيتكرر التعامل رفقتها قريبا، مع التذكير أنني اشتغلت مع فنانين مغاربة كبار، مثل الجريني وجميلة بدوي وأمينوكس. أحاول أن أنجز أعمالا تنال إعجاب الناس وليس المقارنة مع أشخاص آخرين. هل هناك نجوم معينون ترغب في التعامل معهم؟ أرحب بالتعامل مع أي فنان أجد نفسي في مشروعه الفني، لن أحدد أسماء معينة، لكن لدي أعمال مع فنانين كبار في السنة الحالية، وليسوا بالضرورة مغاربة. ميدان الاخراج يستهوي كثيرا من الشباب حاليا.. بماذا تنصحهم؟ أرى أن شباب كثيرون يميلون للإخراج حاليا، وأنا لست ضد هذا، لكن وجب أن يحرصوا على تكوين أنفسهم أكاديميا، ويمنحون لنفسهم الوقت الكافي لفهم ما هو الإخراج، ألاحظ استهوانا في التعامل مع هذه المهنة الفنية ، وأرى كذلك وبكل صراحة وجود بعض المتطفلين. أنصح الشباب بمنح وقت كبير لأنفسهم، ليتمكنوا من تقديم الإضافة والدفع بالكليب المغربي للأمام، كوننا نفتقد للجودة، وأنصحهم كذلك يتجنب الوقوع في خلقة مفرغة دون تطور.