“ليست ابنتي لوحدي..، بل هي ابنة جميع المغاربة”، بهذه العبارة، تعبر والدة الراحلة رضوى، التي توفيت يوم أمس الثلاثاء، متأثرة بجراحها، في حادث انقلاب سيارة إسعاف، على مستوى منطقة سيدي عبو، بمدخل شتوكة أيت بها، عن حزنها الشديد، لفراق فلذة كبدها الوحيدة. في جنازة حاشدة، شيع جثمان رضوى، عصر الأربعاء، بمقبرة “الغفران”. تبدو والدة رضوى صابرة وقوية، تمسح دموعها تارة وتصبر نفسها بكلمات مؤمنة بقضاء الله، كما تقول. ودعت والدة رضوى المغاربة، إلى حب عملهم، تماما مثل ابنتها، والتي تشدد على أن الأخيرة “في الجنة بسبب عملها”. بدورهم لم يتردد زملاء رضوى بالحضور لأداء واجب العزاء، الصدمة بادية على سحناتهم، غير مستوعبين أن صديقتهم اللطيفة رحلت إلى الأبد؛ فالبعض منهم لم يتمالك نفسه، يعلق أحدهم:”أسئلة كثيرة يجب أن تطرح..، من المسؤول عن وفاة رضوى؟”، يستطرد، ” الحادث، ليس الأول من نوعه”. تضيف كوثر، إحدى زميلات رضوى، بالمعهد العالي للمهن التمريضية، “هل كانت سيارة الإسعاف جاهزة؟، يخسرون علينا فقط، كلمات العزاء”، تستطرد مسترسلة،” لماذا انتقلت رضوى بسيارة إسعاف إلى أكادير، لماذا ليس كلميم، المكان الأقرب إلى آسا”، تتابع مسترسلة” الشخص الذي كان يقود السيارة، هل هو سايق مهني أم حارس أمن خاص كما يشاع”.. الراحلة رضوى تنحدر من مدينة الدارالبيضاء، وكانت قد التحقت بعملها بعد تخرجها مباشرة، بقسم التخدير بالمستشفى الإقليمي لمدينة أسا شهر ماي 2019؛ بحسب ما صرح به سهيب شقيق الراحلة. وقال شقيق الراحلة، سهيب، في حديثه مع "اليوم 24″، إن أخته الهالكة أصرت على العمل في مدينة آسا، بسبب حبها لمهنتها الشديد، مشيرا إلى أنه كان لها الخيار أن تعمل قرب المدينة، التي تنحدر منها الدارالبيضاء، إلا أنها أصرت على العمل في آسا. وأوضح سهيب أن شقيقته الراحلة رضوى، كانت تبلغ من العمر قيد حياتها 24 سنة، وكانت على دراية بشروط عملها، واخترت مهنتها عن اقتناع، وحب، وتضحية. يشار إلى أن الراحلة رضوى كانت في مهمة نقل مريضة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، وشاء القدر أن تنقلب سيارة الإسعاف، التي كانت تنقلهما، إذ لقيتا حتفهما، فيما أصيب السائق بجروح خطيرة.