في الوقت الذي تحاول فيه بعض أطياف اليمين الإسباني توظيف سياسيا مصادقة البرلمان بغرفتيه على قانوني ترسيم الحدود البحرية للمملكة وتحديد منطقتها الاقتصادية الخالصة والجرف القاري في سواحل الأقاليم الجنوبية قبالة وجنوب جزر الكناري؛ كشفت الحكومة الإسبانية الائتلافية أنها لن ترفع أي “تعرض” إلى اللجنة المختصة في الأممالمتحدة في الوقت الراهن، ما دام أن هدف المغرب هو ” ترسيم حدوده البحرية”؛ في المقابل، اشترطت اطلاعها على أي “رَسْم خرائطي” محتمل يحدد المنطقة الاقتصادية الخالصة المغربية والجرف القاري المغربي قبالة وجنوب سواحل جزر الكناري في حالة هناك تداخل بحري بين البلدين. فيما زعم خوسي مانويل غارسيا مارغايا، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، أن قرار ترسيم المغرب لحدوده لا يمكن أن يكون اتخذ دون موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه إذا لم يكن المغرب أخبر واشنطن، فذلك “خطير”. الوزير الأسبق حاول الربط بين العلاقات المتوترة بين مدريدوواشنطن، والقرار المغربي، بحيث زعم أن ترسيم الحدود من قبل المغرب هو تحذير أمريكي للحكومة الإسبانية الائتلافية التقديمة الجديدة، التي تضم حزب “بوديموس” غير المرغوب فيه بأمريكا. في هذا الصدد، نفت وزيرة الخارجية الإسبانية، آرانتشا غونثاليث لايا، في حوار لها يوم أول أمس السبت مع صحيفة “إلباييس”، أن يكون قرار ترسيم حدود البحرية “إشارة قوة” مغربية مقابل “ضعف إسباني”، إذ أوضحت قائلة: “ما قام به المغرب ليس إجراء أحاديا. كل البلدان لديها الحق في ترسيم حدودها؛ وإسبانيا لديها الحق كذلك. وهذا ما يقوم به المغرب”. وتابعت الوزيرة: “المرحلة (المغربية) المقبلة ستكون تحديد الحدود رَسْما. لقد طلبت وحصلت على التزام من قبل وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بأن رَسْم هذه المياه المغربية خرائطيا لن يتم بطريقة أحادية، بل عبر الاتفاق مع الجيران حول التدخلات البحرية المحتملة”. وعادت الوزيرة الإسبانية لترفض الانتقادات التي وجهت لها من قبل اليمين، والذي اتهمها بالتنازل للمغرب وعدم استعمال لغة شديدة اللهجة، إذ قالت: “البعض سيصفني بالساذجة، لكنني شخصيا أحترم القوانين الدولية حتى يثبت العكس. ولو كانت هناك خطوة أحادية (من قبل المغرب) لن أتردد في إحالة القضية على الهيئات الدولية المختصة”. ويبدو أن الدولة العميقة الإسبانية متوجسة من التواصل بين المغرب وأمريكا في الأسابيع الأخيرة مقابل توتر العلاقات الثنائية بين مدريدوواشنطن. إذ أن هناك من يزعم أن المغرب لا يمكن أن يكون أقدم على خطوة مهمة مثل ترسيم حدوده البحرية دون الحصول على الضوء الأخضر من أمريكا. خوسي مانويل غارسيا مارغايو قال في مقابلة صحافية مع إذاعة “كوبي” يوم أول أمس السبت، إن “المشاكل لم تبدأ بعد مع المغرب. ملف (ترسيم الحدود) لازال فوق الطاولة”، وأردف متسائلا: “المشكل هو هل هذه إشارة أو تحذير من الولاياتالمتحدةالأمريكية؟”.. شخصيا، أعتقد دوما أن محاور السياسة الإسبانية كانت ولازالت هي نفسها منذ قرون، والمغرب واحد من هذه المحاور. لكن يمكنك تجاوزها إذا كنت تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية”. وزعم مارغايو قائلا: “تواجد “بوديموس” في الحكومة لا يعجب الولاياتالمتحدةالأمريكية. والآن لدي انطباع بأن طرح ترسيم المياه المغربية دون الاستشارة مع الولاياتالمتحدة خطير، شخصيا لم أكن لأقوم بذلك”. وخلص إلى أن مثل هذه “الأمور من الأفضل ألا تطرح. وقال إن المغرب دولة مستقلة منذ cنة 1956، فلماذا تطرح قضية ترسيم الحدود اليوم بالضبط؟”.