يعتزم مقاولون أتراك استثمار 610 مليون درهم لإعادة الروح إلى مجمع صناعي في الصخيرات تبلغ مساحته 14 هكتارا، وسيكون الاستثمار في قطاع النسيج بتصنيع ألياف خاصة. ويأتي هذا المستجد في وقت سبق فيه لممثلي قطاع النسيج في المغرب أن أعربوا عن وجوب دخول الأتراك للاستثمار في القطاع الصناعي في البلاد، بدل التصنيع في الخارج وإغراق السوق الوطني، وفق تعبيرهم. ستستقر مجموعة كارناوول التركية بفرع جديد لها في المغرب، وسيكون المجمع الذي يوجد في مدينة الصخيرات خاصا بتصنيع ألياف صناعية من ألياف الفيسكوز، ويعرف المشروع دعما وفق ما سبق لرئيس جمعية صناعات النسيج والملابس، محمد بوبوح، التعبير عنه قبل أيام في لقاء مصغر مع منابر صحفية. ووقعت الاتفاقية بين المصنعين الأتراك والحكومة المغربية في ال25 من أكتوبر 2018، وهو ما يتوقع منه أن يقدم إضافة ذات أثر إيجابي على قطاع النسيج المغربي، الذي يشكو الفاعلون المغاربة فيه تدهوره، وبروز تحديات جديدة يصعب الدخول فيها بلا دعم حقيقي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن المتوقع أن تنتج الوحدة الصناعية الجديدة منتجات نسيج نهائي من ملابس، وأيضا خيوط وأقمشة موجهة للسوق الوطني، وهو ما يراد منه توريد المصنعين في المغرب بالمواد اللازمة لصناعة الملابس. ويمكن اعتبار استقرار كارناوول في مصنع جديد في سابقة من نوعها، داخلا في سياق ما عبر عنه بوبوح مؤخرا، لما عبر عن عدم اعتراضه على وجود الأتراك في المغرب، مشترطا عليهم وجوب الدخول إلى البلاد والاستثمار في صناعة النسيج، إلا أنه كان مصرا على الترحيب بالمنتجات التركية شريطة إنتاج نسبة 60 في المائة منها من المغرب، واستقرار خمس علامات تركية محترمة في سياق الإنتاج مغربيا، ضمن نقاط أخرى عرج عليها ممثل مصنعي النسيج والملابس المغاربة. وتعتبر كارناوول مجموعة صناعية متعددة التخصصات، إذ تنتج مواد غذائية وأخرى في البناء وغيرهما من المنتجات، إلى جانب قطاع النسيج. وتختص المجموعة التركية في قطاع الملابس في تصنيع البدلات الرسمية كتلك الخاصة بالجيش والشرطة والإطفائيين، إضافة إلى منتجات الملابس المنزلية، وتتوفر المجموعة التركية على مصانع في تركيا وأخرى في رومانيا. وتعتبر كارناوول واحدة من أكبر موردي قوات الأمن في تركيا وفي دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو الأمر الذي تقدم به المجموعة التركية نفسها، ومن المتوقع أن يهتم المستثمرون الأتراك الجدد بالسوق الوطني، وأيضا بالتصدير نحو وجهة أوروبا وإفريقيا عبر الوحدة الصناعية الجديدة في الصخيرات. وسبق لممثل مصنعي النسيج والملابس المغاربة، محمد بوبوح، الحديث عن ضرورة التفكير في انفتاح المصنعين ومصدري المنتجات الجاهزة إلى الخارج على السوق المغربي، وعرض منتجاتهم بشكل تنافسي من حيث الجودة والأسعار، وقال إن الرهان على هذا الأمر يتطلب دعما رسميا لقطاع النسيج، ودفع المستثمرين فيه عقاريا، حتى تكون المنافسة عادلة أمام الأتراك الذين يشترط عليهم عرض منتجات مصنعة مغربيا.