تعهد عبد اللطيف وهبي، المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بإحداث قطيعة شاملة في حزبه، وفقا للوثيقة السياسية، التي يخطط لعرضها على المؤتمر الرابع ل”البام”، المقرر عقده، في 7 فبراير المقبل. ومشروع الوثيقة السياسية المذكورة سيطرحه وهبي على المؤتمر لاعتماده، في حال ما إن أصبح أمينا عاما للحزب، وهي وثيقة إضافية عن تلك، التي ستطرحها اللجنة التحضيرية للحزب. الوثيقة وعنوانها: “أسئلة آنية حول قضايا الديمقراطية والمرجعية الفكرية والعزوف وحقوق الإنسان والحريات واختلال المساواة الاجتماعية”، حصل “اليوم 24” على نسخة منها، شددت على أن مهام المؤتمر “يجب أن تبتدئ من عملية تفكير سياسي تقوم على شجاعة مدنية لإنجاز ثلاث قطائع أساسية، وحيوية لتطور الحزب، وإعطائه نفسا جديدا، وقوة جديدة نحو تحقيق الأهداف، التي أسست مشروعيته التاريخية”. وبحسب مشروع الورقة السياسية، فإن أول قطيعة هي القطيعة التنظيمية. وشرح وهبي هذه القطيعة، وقال: “هي التي يجب أن تنصب على تفكير جديد في الأداة الحزبية، فالثقة العمياء في المفعول التلقائي للتاريخ، قادت إلى بناء حزب في مدينة الرباط، تمتلكه قيادة، تقتصر مهامها على الأوامر، والضبط وتنظيم مناسبات حزبية، واستحقاقات سياسية وطنية، واستصدار خطابات وبلاغات وبيانات”. وأضاف وهبي أن الحزب في هذه الوضعية “لا يشتغل إلا بمناسبات رسمية، ولا يتعدى حدودها، وأصبح حزبا للأطر، والمثقفين، والمتمدرسين، الذين لا تجمعهم سوى غيرة ديمقراطية ينتظرون أن يرونها في بلادهم تتجسد في قوانين، ومؤسسات، ونظم إدارية، باعتبارها فكرة العصر قادرة على أن تجد طريقها للواقع، بحكم أنها الأنسب، والأفضل”. وقال المتحدث نفسه مستدركا: “صار حزب الأصالة والمعاصرة جهازا يفتقر لامتداد الواقعي، ودون حياة داخلية تجعله حساسا لمختلف ظواهر، وقضايا المجتمع المغربي، لهذا، فإن مؤتمر الحزب مطالب أن يجد صيغا، وآليات تجعل الحزب يعيش كتنظيم شعبي يمتد إلى مختلف مفاصل المجتمع، وينشط الحياة الحزبية الداخلية لتمده بالطاقات، والأفكار”. كما على الحزب، وفقا لورقة وهبي، أن “يوسع من اللامركزية ليفتح المجال للشباب، والنساء لتتشكل قيادات محلية، وجهوية تنخرط في الممارسة السياسية، التي تمكنها من التكوين لتصبح قيادات شابة تغدي دماء الحزب، وتجدد عنفوانه”. أما ثاني القطائع، فهي تلك المتعلقة بالقطيعة السياسية، وهي، بحسب وهبي، تلك “التي يجب أن تصب في جهد يجعل الحزب يستعيد زمام المبادرة، ويخرج من دائرة الانتظارية، ومن الأدوار التابعة لمبادرات الدولة، ومؤسساتها”. وزاد وهبي: إن “مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة المقبل، ملزم بصياغة برنامج سياسي، يعبئ حوله حلفاءه السياسيين، ويمد يده للجميع، لا عداءً مبدئيا مع أي أحد، وينشأ مبادرات عملية تنصب حول قضايا حيوية للمجتمع المغربي، يلعب فيها دورا طلائعيا يمكنه من المساهمة في رد الاعتبار للسياسة، وإضفاء طابع المصداقية على مؤسساتها”. ويعتبر وهبي أن “ضخ دماء جديدة، وبت حيوية داخل الحزب تقتضي مشاريع سياسية، تنطلق من الواقع المحلي للقضايا الوطنية، وإشراك كل فعاليات الحزب والقوى المتحالفة معه للدخول في معارك لمناصرة الحقوق، وتطويرها، وفرض بدائل، وحلول للمعضلات الأساسية، التي يعاني منها تطور المغرب”. وعرجت الوثيقة السياسية على القطيعة الثالثة، التي ينوي وهبي تنفيذها في الحزب، وهي القطيعة الفكرية، وهي كما يقول: “أن يتذكر أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، أن الديمقراطية ليست فكرة جاهزة نؤمن بها لجمالية مفرداتها. بل هي أفق للتفكير، ومجال الإبداع، ونشاط للتعدد والاختلاف، وإطار للتضحية، لذلك على المؤتمر المقبل أن يكون انطلاقة لجيل جديد من الأفكار، والمقترحات، خصوصا أن الحزب قد راكم العديد منها في عملية نضاله الديمقراطي، وبقيت دون نقاش جدي داخلي، ودون أن تشكل موضوع تقاطبات داخل الرأي العام الوطني”. ويرى وهبي أن “المؤتمر المقبل لحزب الأصالة والمعاصرة مطالب أن يتهيأ ليجعل من الحزب قوة مدنية ثقافية تنشط ديمقراطيا الرأي العام، وتدفع لتشكيل تحالف عريض، ومتنوع لنصرة الثقافة، والفكر العقلانيين، والديمقراطيين. وأوضح المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن مسألة “أن لا يكون للحزب أي امتداد إيديولوجي داخل فعاليات المجتمع المدني، هو أن يبقى الحزب أداة سياسوية منحصرة داخل المؤسسات، ودون دعامات مدنية، وحضور على الجهة الفكرية والثقافية”.