اجرى موقع "دليل الريف" حوارا مع يوسف اشحشاح احد الوجوه الريفية الشابة في حزب الاصالة والمعاصرة، للحديث على رؤيته لمستقبل الحزب في ظل الانقسام الصراع الذي عرفه مؤخرا، على بعد ايام قليلة من المؤتمر الرابع، وكذا حظوظ المترشحين لقيادة الامانة العامة للحزب. إليكم نص الحوار على بعد أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الرابع لحزبكم. هل بإمكان المصالحةأن تصمد كثيرا. خصوصا بعد حدوث بعض المناوشات التي شابت عملية انتداب المؤتمرين ؟ أولا شكرا ل "شبكة دليل الريف" على الاستضافة ونحييكم على متابعتكم واهتمامكم للشأن الحزبي الوطني عموما وحزب الأصالة والمعاصرة بشكل خاص ونشد على أياديكم من أجل مواصلة معركة التوعية والتنوير، فما أحوجنا إليكم وإلى الإعلام المهني المسؤول والمساهم في البناء. وبالعودة إلى سؤالكم. لا شك أن هذه المناوشات التي حدثت كان لها ارتباط وثيق بالمنهجية المعتمدة من طرف اللجنة التحضيرية في انتداب المؤتمرين،إلا أن ذلك لم يؤثر على العملية في مجملها، فقد مرت في أجواء أخوية مسكونة بهاجس إنجاح المؤتمر الوطني الرابع الذي سينعقد بمدينة الجديد على بعد أيام قليلة، أما بخصوص المصالحة وإمكانية صمودها. شخصيا لا أجد حرجا في التذكير بالقول، أن المصالحة التي تمت داخل الحزب أثارت الكثير من الأسئلة والملاحظات من طرف مناضلات ومناضلي الحزب ولا زالت. أولا، لأنها انطلقت بدون شروط مسبقة ووسط ذهول الجميع. ثانيا، لكونها شكلية تبتغي تصفية أجواء الذهاب الى المؤتمر بنفس وحدوي وبالتالي فهي غير نافذة لموضوع الأزمة، ثالثا، لأنها مصالحة فوقيةلم تستوعب جميع مكونات الحزب،رابعا، لأنها مصالحة حدثت بسرعة قياسية دون أن يتمكن مناضلات ومناضلي الحزب من استوعابها. وفي ظل عدم وضوح هذه المصالحة، هناك تعامل معها _ سامحه الله والتاريخ _ وكأنها فرصة عمره للانقضاض على الحزب وجعله قنطرة عبور إلى "جنة الانتداب الحكومي" بأقصى سرعة ممكنة ولا يهم إن حصل ذلك عبر تحالفات هجينة مع القوى النكوصية مكرسين بذلك عبثية المشهد،لأن هذا "التزلف" و "الجري وراء" المكاسب ، ليس من شيم حملة المشروع الديمقراطي الحداثي ولا يمت بصلة لقيم تأسيسه ولا لرموزه، وما يحز في أنفسنا أكثر، كون هذا السلوك فيه الكثير من الاحتقار لذكاء المغاربة لأننا بالأمس القريب فقط كنا نحذرهم من خطورة مشروع الاسلام السياسي الذي يستهدف بلادنا. فما الذي حصل إذن حتى نرتمي في أحضان هذه القوى؟ لهذا السبب بالتحديد، أنا لست متفائلا بخصوص مستقبل المصالحة، لأن جل المناضلين والمناضلات داخل الحزب قد يقبلون بكل شيء إلا مسألة المساومة باسم حزبهموقيمهالمؤسسةومشروعه الديمقراطي والحداثي. لهذا لا أستبعد حصول بعض ارتدادات الأزمة على المدى القريب بالرغم من عقد اتفاق للمصالحة بين الأطراف المتصارعة داخل الحزب. كمناضل شاب مواكب ومتشبع بسياقات ومرامي نشأة البام.هل من تعليق لك على ما صرح به "عبد اللطيف وهبي" أحد المرشحين لقيادة الحزب بخصوص إمارة المؤمنين خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالمقر المركزي للحزب يوم23يناير2020؟ دعني أذكرك أن هذا الرجل لطالما وصف ب"الظاهرة الصوتية" داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بل أكثر من ذلك سبق للأمين العام شخصيا أن أتهمه بممارسة السفسطة. وكلكم تتذكرون ما حصل للرجل مع "مصطفى الرميد" داخل إحدى الجلسات العامة في مجلس الناب، فلو كان الرجل يحترم نفسه لاعتزل السياسة الى غير رجعة. وبذلك فإن جل المناضلات والمناضلين داخلالحزب يجمعون على أن التصريحات التي صدرت عن "عبد اللطيف وهبي" بخصوص إمارة المؤمنين لا تلزمهم ولا تلزم حزبهم في شيء، فهو مجرد كلام لا يلزم إلا صاحبه ويأتي ربما في انسجام تام مع وصفالرجل بالظاهرة الصوتية. أقول هذا، وأنامتيقن بأن مواقف الحزب في هذا السياقمعروفة لدى عموم المغاربة، ويكفي أن نعود للمذكرة التي قدمها الحزب سنة 2011 للجنة المكلفة بالمراجعة الدستورية، والتي تتضمن توجهات الحزب ومرجعياته ومواقفه بخصوص مختلف القضايا، وفي هذا الشأن الذي يعنينا فقد أقرت المذكرة بشكل واضح بمركزية إمارة المؤمنين في الوثيقة الدستورية باعتبارها مكونا تاريخيا وحضاريا وثقافيا لبلادنا، وصمام الأمن الروحي المتين للمغاربة قاطبة. وختاما نقول للرجل يكفيك من السفسطة واتقي الله في ثوابت وطنك. بعد مرور عقد من التواجد في الساحة السياسية والحزبية المغربية ونحن على مشارف عقد المؤتمر الرابع. هل حان وقت تقييم تجربة حزب الأصالة والمعاصرة ؟ سؤالك غاية في الأهمية. هو بالفعل عقد من الزمن ربما قد تكون فترة زمنية معقولة للوقوف على الانجازات والاخفاقات. فكما تعلم، بعد مسار وتجربة سياسية يمكننا وصفها بالقصيرة على سلم مقياس الزمن السياسي، استطاع حزبنا بشهادة الخصوم قبل المتعاطفين، أن يجد لنفسه موطأ قدم في المشهدين الحزبي والسياسي الوطني. وهذا ما يزكيه، انتصاره الدائم للدينامية التنظيمية وتجديد هياكله الحزب والتناوب على مواقع المسؤولية. ونحن اليوم مقبلون على عقد المؤتمر الرابع للحزب، لابد من التذكير بتعاقب خمس أمناء عامون على قيادة الحزب في ظرف زمني وجيز.هذا في الوقت الذي تؤكد لنا التجربة الحزبية ببلادنا، على تنوع توجهاتها الفكرية ومشاربها الايديولوجية بأن موقع الأمين العام لا يتم مغادرته إلا في حالة الوفاة أو الانقلاب أو الإقالة. هذا على مستوى الدينامية التنظيمية. أما على المستوى السياسي والانتخابي، فقد بصم الحزب على مشاركات متميزة، استطاع فيها أن يحظى بثقة المواطنات والمواطنين. بدء بالانتخابات الجماعية لسنة 2009 التي حصل فيها على المرتبة الأولى ب 6032 مقعدا أي بنسبة تفوق 21 %. كماحصل في الانتخابات التشريعية لسنة 2011 في إطار تحالف حزبي على المرتبة الرابعة ب47 مقعدا. في حين أسفرت النتائج النهائية للانتخابات الجماعية والجهوية لسنة 2015 عن تصدره للمرة الثانية لنتائج الانتخابات الجماعية بعد انتخابات سنة 2009. كما شهدت الانتخابات التشريعية سنة 2016 احتلال الحزب المرتبة الثانية بعدد المقاعد بلغت 102 مقعد، أي بنسبة زيادة تفوق 120 في المائة بالمقارنة مع انتخابا 2011 التي حصل فيها الحزب على 47 مقعد. تفوق انتخابي جعل من حضوره السياسي حضورا وازنا ومؤثرا إذ لم نقل حضورا طاغيا على المشهد الحزبي والسياسي الوطني برمته من خلال مجموعة من المحطات التي تهم بلادنا. لكن، في ظل كل هذه الانجازات. قد يطرح سؤال لماذا يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع الأزمة منذ شهور؟ من منطلق أن لكل تجربة سياسية هفواتها ومطباتها، وانتصارا لفضيلة النقد الذاتي، يمكنني الإقرار بأن البام كحزب قد أخفق في تنزيل شعاره السياسي وسند وجوده المتعلق بممارسة السياسة بشكل مغاير. وهذا الأمر نعتبره من بين مسببات الأزمة التي عاش على إيقاعها الحزب منذ شهور،بالإضافة طبعا إلى الأسباب الأخرى والمرتبطة بمدى استيعاب قادته ومناضليه لسياقات ومرامي التأسيس، والتي نلخصها في سؤال: من نحن وماذا نريد؟ في هذا السياق دعني أصارحك، بكون حزبنا قد أخفق في تحقيق مجموعة من الأهداف التي تعتبر أساس قدومنا إلى المشهد السياسي الحزبي الوطني _ إن لم نقل سند وجودنا واستمرارنا _ فلم نستطع أن نكون أوفياء لشعارنا المرتبط بممارسة السياسة بشكل مغاير من خلال تكريس ممارسات سياسية اعتبرناها آنذاك من الزمن البائد. كما أخفقنا في الدفع بجيل جديد من الفاعلين إلى الحقل السياسي الوطني عبر إبداع طرق مبتكرة للتواصل مع المواطنين مع تنامي المطلب السياسي والاجتماعي الذي يتطلب التفاعل الخلاق وبالسرعة المطلوبة (الحركات الاحتجاجية بالريف، جرادة..إلخ.دون أن ننسى إخفاقناالمرتبط بمساهمتنا في تخليق الحياة الحزبية والسياسية بما يستقيم وتوجهات الحزب الفكرية والسياسية، مكرسين بعض مظاهر الانحطاط والمحاباة والزبونيةضدا في طموحات مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة النخب والفعاليات الجديدة في ممارسة السياسة بشكل معاير يتوخى ترسيخ الاختيار الديمقراطي. أحييك على هذا النقد الذاتي. وهنا قد يطرح سؤال ما العمل أمام كل هذه الاخفاقات؟ ما العمل(المسائل الملحة لحركتنا) عنوان يذكرني بكتاب شيق للمنظر السوفياتي الفذ "فلاديمير لينين".صحيح. فبعد سرد هذه الاخفاقاتقد يقول قائللا أمل في إصلاح الوضعالداخلي للحزب، وهذا خطأ قد يرتكب. لأنممارسة السياسة في بلادنا، وفقا لقواعد اللعب المتوافق عليها، يتطلب منا أن نتسلح بمناعة قوية ضد مسببات الكفر بالسياسة وبشرف المحاولة باعتبارها السياسة طبعا ممارسة نبيلة، وهي المناعة التي تجعلنا نتجنب الكثير من فخاخ العدمية.وبالعودةإلى الخطوات التي يجب اتخاذهافي سبيل تصحيحالوضع الداخلي للحزب،أعتقد أننا مطالبون _ أكثر من أي وقت مضى_ بابتكار أجوبة مستعجلة بخصوص مجموعة من الأسئلة الشائكةالمطروحة علينا اليوم وغدا، والتي تهم مختلف الواجهات والمجالات (تنظيميا،سياسيا ومجتمعيا). ويمكننا هنا أن نذكر على سبيل الاستعجال ما يلي: • انجاح المؤتمر الوطني الرابع للحزب وإفراز قيادة قادرة على إعادة الحزب إلى سكته الطبيعية، والذهاب نحو الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 كبديل منتظر لتدبير الشأن الحكومي بعد سنوات عجاف لحكومة محافظة أدخلت اقتصادنا إلى مرحلة الشكوك وخلفت كوارث اجتماعية يلزمنا الكثير من الوقت للتعافي منها، • الانكباب على تنقية الأجواء داخل الحزب والاستثمار في مرامي المصالحة الداخلية وتجاوز ما أمكننا ذلك ارتدادات الأزمة، مع التفكير بشكل مستعجل في كيفية الخروج من أزمة الوساطة الحالية التي نعيش على وقعها، فمؤسف أن نشاهد مؤسساتنا التمثيلية محاصرة بين سندان نمط من "التمثيل الأعياني" وبين مطرقة "التمثيل الشعبوي" في غياب تام للحلول، • الانكباب على بناء أداة حزبية قوية قادرة على كسب الرهانات المطروحة علينا كحزب تنظيميا بغية تجاوز الخلافات الداخلية مع التفكير بشكل تشاركي في ابتكار إجابات تنظيمية ملائمة لحزبنا في ظل التحولات المجتمعية الكثيرة التي تشهدها بلادنا، • المساهمة في بلورة أجوبة واقعية بشأن التحديات والقضايا المفصلية التي يطرحها علينا مجتمعنا في تحولاته ودينامياته، من قبيل إعداد تصور الحزب بشأن السياسة الوطنية المندمجة للشباب، وإعادة بناء وضمان استدامة بنيات حزبية للخبرة والاستشارة ودعم القدرات وأعمال البحث التطبيقي وإعداد العروض البرنامجية المتعلقة بالسياسات العمومية، وأن تقوم هذه البنيات بتعبئة الخبرات الحزبية الداخلية، واستثمار الخبرات الوطنية غير الحزبية، • استكمال هيكلة البنيات الترابية والهيئات القطاعية والمهنية للحزب بأسرع وقت ممكن بعد المؤتمر الوطني الرابع. مع إرساء إطار للتخطيط الاستراتيجي في مختلف مهام البرمجة والإدارة والتدبير الحزبي انسجاما والتطور الحاصل في هذا المجال، • استكمال بناء حزب التعاقد والقانون والمؤسسات والأفكار بغية دحض وتجاوز فخاخ التحريفية، والصراعات الشخصية ذات المنطلق الانتهازي، • جعل الحزب مدرسة للمستقبل تؤطر وتكون وتعلي من شأن الكفاءات التنظيمية والسياسية والفكرية، والانتصار لخيار تجديد النخبة الحزبية والمساهمة في إغناء المؤسسات الوطنية في كل المستويات بالأطر والكفاءات التي يحتمها الانتقال الديمقراطي. • الالتزام بعد المؤتمر بتنظيم لقاءات موضوعاتية استكشافية بشكل دوري لتبادل الآراء مع الفاعلين الشباب في الحركات الاجتماعية والديناميات الاحتجاجية والشباب المؤثر في وسائط الاتصال الاجتماعي، وكذا الشباب العاملين في الجمعيات المختصة في مجال المشاركة المواطنة للشباب، واندماجهم في الحياة النشيطة، وفي مجالات تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم والتكنولوجيا، والفن والرياضة والأنشطة الترفيهية. إلى حدود اليوم، هناك أربع مرشحين لقيادة الحزب ويتعلق الأمر بكل من الامين العام السابق الصحراوي "محمد الشيخ بيد الله"، و السوسي"عبد اللطيف وهبي"،والريفي عبد السلام بوطيب. وقد انضم اليهم مؤخرا سمير بلفقيه والائحة قابلة للزيادة. حسب معرفتك وتجربتك السياسية داخل البام، من تراه مناسبا لقيادة الحزب في الفترة المقبلة؟ لا شك أن أي مناضل داخل الحزب تتوفر فيه شروط الترشح ويرى نفسه جديرا بموقع الأمانة العامة من حقه أن يحلم بقيادة الحزب كما أتمنى التوفيق للجميع المهم لدي هو الانتصار للديمقراطية الداخلية والقطع مع كل الممارسات التي تسيئ الينا كحزب يبتغي الدمقرطة والتحديث. وشخصيا ما يهمني أكثر في سياق هذا السباق نحو الامانة العامة، ليس الأشخاص ، بطبيعة الحال ، بقدر ما يهمني برنامجهم وتصورهم السياسي الذي يقدمونه من أجل قيادة حزب من حجم الاصالة والمعاصرة. فإلى حدود علمي، هناك مرشح واحد فقط قدم تصوره، ويتعلق الأمر بالأخ "عبد السلام بوطيب" أما المرشحين الأخرين فلم يقدموا شيئا يذكر إلى حدود هذه اللحظة، اذا استثنينا بعض التصريحات والمواقف المستقاة من هنا أو هناك. فالأهم لدي ، بكل تجرد ، هو ماذا يقدم هؤلاء من أفكار ومشاريع وبرامج لقيادة الحزب الحامل للمشروع الديمقراطي الحداثي؟ وماذا في جعبتهم من حلول لأزمة عاش على وقعها الحزب امتدت لشهور؟ وماذا يقدمون من حلولللإشكالات الشائكة التي يتخبط فيها حزبنا خصوصا ومشهدنا السياسي عموما؟ ثم ما هو تصورهمللكثير منالقضايا المهمة والمطروحة على أجندة الحزب والوطن من قبيل قضايا الشباب والنساء والفئات الهشة التي خصها دستور 2011 بوضعية خاصة.. إلخ. جل هذه الاسئلة في اعتقادي تجد سندها ومشروعيتها في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لتوليته عرشه الميامين، وقد شكل هذا الخطاب الملكي السامي بصدق إحدى أقوى لحظات مواجهة الطبقة السياسية بالحقيقة كما هي بدون مساحيق تجميل، وهي حقيقة بتدني منسوب ثقة المواطنين في السياسيين، الى الحد الذي جعله يطرح سؤاله المدوي: "وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟"، مضيفا: "لكل هؤلاء أقول: "كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة، وإما أن تنسحبوا." وبالعودة إلى سؤال من هو الأفضل لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، دعني أصارحك _ مع كامل احترامي لمن قدم ترشيحه لحدود الساعة _ أنه موجود خارج هذه الكوكبة. فلطالما أكدت على أن الشخص المؤهل فكرا وممارسة لقيادة مشروع حزبنا راهنا ومستقبلا هو الأخ الأمين العام الحالي الرفيق "حكيم بن شماش"، فهو المؤهل فكرا وممارسة وتجربة لقيادة الأمانة العامة للحزب من جديد، وهذا ليس استنتاج من فراغ. فيكفي العودة إلى البرنامج والتصور الذي سبق أن قدمه إبان انتخابه أمينا عاما في دورة المجلس الوطني التي انعقدت لانتخاب امين عام جديد لتلافي الفراغ الذي تركه سلفه "الياس العماري" على مستوى تدبير الحزب، فقد قدم الاخ "حكيم بنشماش" أمام اعضاء المجلس الوطني،آنذاك، خارطة طريق عملية ومعقولة تتضمن سبل إعادة الحزب إلى وهجه وتقوية شوكته في المشهدين الحزبي والسياسي الوطني، لكن للأسف، وكما تعلمون، لم يحظ هذا التصور بالدعم اللازمبل قوبل بالكثير من الدسائس لعرقلته وإفشاله في إصلاح الحزب من طرف من سماه في رسالة الشهيرة ب "المركب المصالحي". لهذه الاعتبارات وأخرى، أتمنى أن يقدم الأخ "حكيم بن شماش" ترشيحه لقيادة الحزب من جديد، وأنا متيقن على أن مناضلات ومناضلي الحزب واعون بقيمة الرجل ومستعدون لتجديد الثقة في شخصهمن أجل استكمال برنامجه وتصوره الذي يجمع جل المناضلات والمناضلين داخل الحزب على أنه تصور طموح يستحق كل الدعم والإشادة لتفعيله على أرض الواقع، وبعد ذلك لكل حادث حديث كما يقال. في ظل كل ما ذكرته. وأنت مناضل شاب داخل الحزب، هل لك أن تحدثنا حول موقع الشباب في حزبكم اليوم؟ لا أحد يمكنه أن ينكر ما أضحى يتمتع به الشباب من تأثير وقوة وأهمية (حاضرا ومستقبلا). إلا أن هذه الأهمية للشباب لا نجد لها نفس الصدى داخل الحزب، فيكفي أن نعاين الوضعية القانونية والعملية التي يعيش على ايقاعها إطارنا الشبابي منذ تأسيسه إلى اليوم لتأكيد هذا الاستنتاج، وهنا أقصد "منظمة شباب حزب الأصالة" والمعاصرة. وهنا قد يطرح سؤال حول من يتحمل المسؤولية بخصوص هذه الوضعية؟لا شك أنالمسؤولية عن هذا الوضع يتقاسمها ويتحملها الجميع بدون استثناء. أقول ذلك وأنا شاهد على ملابسات وسياق التأسيس، وحتى الذوات (المصابة بتضخم الأنا) التي تم الاستعانة بها لإقبار الورش الشبابي الطموح بمقومات الشبيبات الحزبية المؤثرة والقوية. إلا أنه وسط هذه العتمة، كنت متفائلا جدا، بخصوص المبادرة التي أطلقها الأخ الأمين العام بخصوص نيته في إعادة هيكلة القطاعات الموازية، خاصة منظمة الشباب التي ستعاد هيكلتها على أسس جديدة، تمنحها الاستقلالية،والتي لطالما كانت قطب الرحى في نضالات شباب الحزب قبل تأسيس منظمتهم، لكن للأسف، هذه الخطوة لم يكتب لها التنزيل لأنالحزب دخل في أزمة، كما تعرفون، كادت تعصف بوجوده.وفيهذا السياق، أدين بشدة بعض الممارسات التي وظفت الشباب كوقود لكسب بعض المواقع داخل الحزب باسم "خطاب التشبيب" و "دوران النخب" في الأزمة الداخلية الأخيرة التي عاشها الحزب، في الختام، هل بإمكان الحزب أن يحقق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، وخاصة في ظل الأزمة الداخلية التي يعيشها؟ لا شك أن موقعنا الانتخابي كقوة سياسية وانتخابية ثانية في البلد، يجعل من هذا السؤال أكثر راهنية، فشخصيا جد متفائل بخصوص النتائج التي يمكننا الحصول عليها في الانتخابات المقبلة بالرغم من كل ما حدث، فكما يقال "الضربة التي لا تقتلني تقويني". لكن في اعتقادي الشخصي هذا يستلزم منا إحداث بعض القطائع الضرورية مع الممارسات التي أساءت للحزب ولا زالت. كما أننا مدعوون في المؤتمر الرابع لحزبنا الذي سيعقد قريبا تقديم أجوبة شافية عن أسئلة مرتبطة بقضايا جوهرية تتعلق بمواقف وبتموقع الحزب في المشهد السياسي الوطني وبالرهانات والتحديات المطروحة على جدول أعمال بلادنا والتي تزيدها التحولات والتقلبات المترتبة عن المحيط الجهوي والدولي تعقيدا. هذا كله من شأنه طبعا أن يساهم في إعادة الحزب إلى سكته الطبيعية ليقوم بدوره التاريخي والحضاري إلى جانب باقي القوى المجتمعية الحية، إسهام يجب أن يقوم على مبادئ أساسية مستمدة من التوجهات الفكرية للحزب ورؤيته الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن كل النزوعات التحريفية والانتهازية التي تسعى بكل قوةوعماء إلى الارتماء في أحضان القوى الرجعية والنكوصية. وفي الختام أشكركم للمرة الثانية على رحابة صدركم واهتمامكم ومتابعتكم للشأن الحزبي الوطني، وقد سعدت كثيرا بهذا الحوار الشيق والمثمر. وأتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح القضايا المطروحة.