بعد افتتاح عدد من الدول الإفريقية لقنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، بوتيرة متزايدة، خلال الأيام القليلة الماضية، نقلت جبهة "البوليساريو" الانفصالية محاولات تشويشها، واحتجاجها إلى داخل الاتحاد الإفريقي. وقال إسماعيل شركي، الجزائري، الذي يرأس مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، في تدوينة له على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، إنه استقبل ممثلا عن الجبهة الانفصالية، أمس الأحد، لمين أباعلي، على هامش أشغال اجتماعات الدورة 39 للممثلين الدائمين في الاتحاد الإفريقي، في أديس أبابا، لنقاش رسالة إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية حول “احترام الشرعية الدولية في الصحراء”. وكان غالي، وجه مراسلة احتجاج إلى رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فكي، لمطالبة الاتحاد الإفريقي باتخاذ قرارات لفرض التراجع العاجل لدول الكوت ديفوار وغامبيا والغابون وجزر القمر، عن افتتاح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، موجها اتهامات إلى هذه الدول الأربع، بانتهاك التزاماتها المسطرة في القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي. وتأتي الخطوة الجديدة للجبهة الانفصالية، بعد استهداف من الجارة الشرقية الجزائر للمغرب، على خلفية افتتاح قنصليتين جديدتين لدول إفريقية في الأقاليم الجنوبية، مواصلة تأكيد اصطفافها إلى جانب انفصاليي "البوليساريو". ووجهت الجارة الشرقية اتهامات للمغرب بعرقلة مسار تسوية النزاع في الصحراء المغربية، متهمة الدول، التي فتحت قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية بخرق مبدأ التضامن، الذي يجب أن يسود بين الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي. يشار إلى أنه وسط تزايد حدة هجوم الجارة الشرقية، الجزائر، رفع المغرب إيقاع تعزيز حضور التمثيليات الدبلوماسية الأجنبية في الأقاليم الجنوبية، خلال الأسبوع الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية مغربية في تصريح سابق ل"اليوم 24″، إن مؤتمر الجبهة الانفصالية لا يستحق رد المغرب، غير أنها أكدت أن افتتاح قنصليات جديدة في الأقاليم الجنوبية، ومناقشة البرلمان المغربي لمشاريع قوانين، يبسط من خلالها المغرب سيادته لأول مرة على كامل مياه أقاليمه الجنوبية، هي خطوات "هدية لأصحاب المؤتمر".