بعد افتتاح عدد من الدول الإفريقية لقنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، بوتيرة متزايدة، خلال الأيام القليلة الماضية، حاولت جبهة “البوليساريو” الانفصالية تغيير أشكال احتجاجها. وأعلنت الجبهة الانفصالية، اليوم الاثنين، أن زعيمها إبراهيم غالي، وجه مراسلة احتجاج إلى رئيس المفوضية الإفريقية، لمطالبة الاتحاد الإفريقي باتخاذ قرارات لفرض التراجع العاجل لدول الكوت ديفوار، وغامبيا والغابون، وجزر القمر، عن افتتاح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، موجهة اتهامات إلى هذه الدول الأربع، بانتهاك التزاماتها المسطرة في القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي. وتأتي الخطوة الجديدة للجبهة الانفصالية، بعد استهداف جديد من الجارة الشرقية الجزائر للمغرب، بعد افتتاح قنصليتين جديدتين لدول إفريقية في الأقاليم الجنوبية، مواصلة تأكيد اصطفافها إلى جانب انفصاليي "البوليساريو". وقالت الخارجية الجزائرية، في بلاغ لها، أصدرته، نهاية الأسبوع الماضي، إن الجزائر "أخذت علما بإقدام حكومتي جمهورية غينيا، والغابون على فتح تمثليات قنصلية لها في مدينتي الداخلة، والعيون المحتلتين بالصحراء الغربية". ووجهت الجارة الشرقية اتهامات للمغرب بعرقلة مسار تسوية النزاع في الصحراء المغربية، متهمة الدول، التي فتحت قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية بخرق مبدأ التضامن، الذي يجب أن يسود بين الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي. يشار إلى أنه وسط تزايد حدة هجوم الجارة الشرقية الجزائر، رفع المغرب إيقاع تعزيز حضور التمثيليات الدبلوماسية الأجنبية في الأقاليم الجنوبية، خلال الأسبوع الجاري. وقالت مصادر دبلوماسية مغربية في تصريح سابق ل"اليوم 24″، إن مؤتمر الجبهة الانفصالية لا يستحق رد المغرب، غير أنها أكدت أن افتتاح قنصليات جديدة في الأقاليم الجنوبية، ومناقشة البرلمان المغربي لمشاريع قوانين يبسط من خلالها المغرب سيادته لأول مرة على كامل مياه أقاليمه الجنوبية، هي خطوات "هدية لأصحاب المؤتمر".