اتسم الأسبوع الجاري باستمرار الطقس البارد والانخفاض الملموس في درجات الحرارة، حيث واصلت الثلوج حتى،أمس الأربعاء، تساقطها بالمرتفعات التي يفوق علوها 1200 متر، تراوحت ما بين 20 و50 سنتمترا بعمالات وأقاليمإفران وخنيفرة وبني ملال وأزيلالوورزازات وتنغير والحوز وميدلت وصفرو وبولمان وتازة وتاوريرت وفكيك والحسيمة،حيث تستمر تأثيرات المنخفض الجوي على المغرب، حتى هذا اليوم (الخميس)، بحسب توقعات مديرية الأرصادالجوية الوطنية، وذلك بعدما تسبب التغير المفاجئ في الطقس منذ يود الأحد الماضي في زخات مطرية وثلجية عقبانزياح المرتفع الأصوري، والذي تسبب في انحباس كلي للأمطار. وعجلت موجة الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، والتي وصلت إلى ناقص عشرة درجات بالمناطق التي ضربتهاالزخات الثلجية، وخاصة بالمناطق الجبلية، بتحرك سريع للسلطات المحلية ولجان اليقظة بالعمالات والأقاليم،للتخفيف من آثار البرد القارس والجليد، الذي خلفه المنخفض الجوي المُترافق مع كُتلة هوائية شديدة البرودة وقُطبيةالمنشأ، فيما استنفرت مديريات وزارة التجهيز، أطقمها لفتح المسالك الطرقية، والتي عرفت على مدى يومي الاثنينوالثلاثاء الأخيرين، اضطرابات في حركة المرور، بعدما تسببت الثلوج في قطع الكثير منها بأقاليم الأطلسين الكبيروالمتوسط. وبإقليم خنيفرة، أفاد بلاغ لخلية اليقظة بعمالة الإقليم، توصلت “أخبار اليوم” بنسخة منه، أن المصالح المعنية عبأت مايزيد عن 20 سائقا، و24 آلية من كاسحات الثلوج والجرافات وآليات التسوية والشحن، لتأمين مختلف التدخلات منأجل فتح المحاور التي أغلقتها الثلوج أمام حركة السير، حيث تمكنت عمليات التدخل من فتح 7 محاور طرقية وطنيةوإقليمية، ومسالك أخرى جبلية وقروية، تجاوزت مساحتها 181 كلم من الطرق غطتها الثلوج، ووصل سمكها إلى50 سنتمترا، منها الطريق الوطنية رقم 29 الرابطة ما بين خنيفرة وزايدة على طول 22 كلم، والطريق الإقليمية رقم3214 الرابطة ما بين أغبالة ولقباب على طول 18 كلم، والطريق الإقليمية رقم 7312 الرابطة مابين تبادوتوتقاجوين على طول 20 كلم، والطريق الإقليمية رقم 7306 الرابطة ما بين خنيفرة واتزر على طول 59 كلم، والطريقالإقليمية رقم 7308 الرابطة ما بين القباب وكروشن على طول 25 كلم، وانتهاء بالطريق الإقليمية رقم 7315 الرابطة مابين كروشن وأغبالو على طول 17 كلم . وبإقليم ورزازات، والذي عرف هو الآخر تساقط كميات مهمة من الثلوج، تسببت في قطع الطريق الوطنية، رقم 9 الرابطة بين ورزازات ومراكش عبر نفق “تيزي نتيشكا“، المشهور بوعورة المسالك، حيث تحركت مصالح عمالة ورزازاتبالتنسيق مع جارتها زاكورة، لفتح الطرق التي قطعتها الثلوج يومي الاثنين والثلاثاء الأخيرين، وبالخصوص نفق“توشكا“، الممر الرئيس للمتوجهين نحو مناطق الجنوب الشرقي، والذي تستعمله بشكل لافت حافلات النقلالسياحي، ونفس الصورة تكررت بإقليم أزيلال، والذي عانى سكان مناطقه الجبلية من محاصرة الثلوج لهم،خصوصا بجبل “أزروقي” بلغ سمكه 20 سنتمترا، و15 سنتمترا بجماعة “تامدة” و10 بمنطقة أغبار، مما تسببفي قطع الطرق الجبلية والقروية بهذه المناطق، قبل أن تتدخل أطقم مديرية التجهيز والنقل لفتحها. وبمنطقة إملشيل، والتي تشتهر“بأسطورة إسلي وتاسليت“، عجلت معاناة السكان مع الأحوال الجوية والتي تعزلهممع حلول كل فصل الشتاء، بخروج سكان جماعة “أوتربات“، ثاني أكبر تجمع سكاني بدائرة إملشيل، صباح أولأمس الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية على الأقدام، شارك فيها نساء وأطفال وشبان أغلبهم من طلبة المنطقة، حيثقطعوا وسط أجواء باردة وتحت تساقط الثلوج، أزيد من 19 كلم في اتجاه مقر عمالة ميدلت التابعين لها ترابيا، والتيتوجد على بعد 130 كلم عبر مدينة الريش، غير أن السلطات معززة بقوات التدخل السريع من عناصر الدرك والقواتالمساعدة، اعترضت سبيلهم، بحسب ما أفاد به ل“أخبار اليوم” الناشط الحقوقي محمد حبابو، ابن جماعة إملشيل،وفتحوا حوارا مع المحتجين على الطريق، حضره رئيس الدائرة ومبعوث من عمالة ميدلت، والذي قدم وعودا جديدةللمحتجين، ملتزما بالاستجابة لمطالبهم التي تخص، أساسا، تزويدهم بمستوصف صحي ومولدة وسيارة للإسعاف،وتشغيل مركز تأهيل المرأة القروية المغلق منذ مدة طويلة، وكذا تخصيص سيارة للنقل المدرسي، وفتح روض للتعليمالأولي للأطفال، وحل مشكلة العطش عبر توفير ألواح الطاقة الشمسية لضخ المياه من الآبار التي تزود السكان بالماءالشروب، فيما استثنى مسؤول عمالة ميدلت، يضيف الناشط الحقوقي، القنطرة التي طالب بها المحتجون، بحجةأنها توجد ضمن المشاريع التي برمجتها جهة درعة – تافيلالت، وهو ما جعل المحتجين يعودون أدراجهم نحودواويرهم، في انتظار تنزيل الوعود الجديدة على الأرض، يُورد الناشط الحقوقي للجريدة