وسط تراجع الدور المغربي في الأزمة الليبية، وعدم دعوة المملكة لمؤتمر برلين، الذي يجمع مختلف الأطراف، والفاعلين في الأزمة، تتجه الجارة الشرقية الجزائر، نحو تعزيز موقعها في الأزمة الليبية، بعدما أصبحت الدولة المغاربية الوحيدة الحاضرة، اليوم على طاولة لقاء برلين. وفي ذات السياق، نقلت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، معطيات جديدة عن الموقف الجزائري من القضية الليبية، وقالت إنها تتجه نحو تغيير موقفها من الحرب الدائرة في ليبيا، لتنتقل من دعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر إلى دعم الموقف التركي، الداعم لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج. ونقلت الصحيفة ذاتها في مقال حول الدور الجزائري في القضايا الإقليمية، أن سبب التحول في الموقف الجزائري، يعود لتدخل سلاح الجو الإماراتي، في قصف حكومة الوفاق الليبي، المعترف بها دوليا، وسط تخوف جزائري من تعاظم نفوذ حلفاء حفتر في المنطقة.
وحسب المصدر ذاته، فإن الجزائر بدأت في رسم خريطة عمل دبلوماسي جديد لها في المرحلة الأخيرة، بعدما تراجعت بسبب مشاكل الداخل، في أعقاب فترة الجمود، التي شهدتها سنتي 2017-2019، نتيجة الشلل، الذي عرفته الدولة بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وترى الجزائر أن مشاركتها كممثلة وحيدة للمغرب العربي يمثل عهدة قوية لدبلوماسيتها إقليميا، ودوليا. يشار إلى أن عدم دعوة المغرب لمؤتمر برلين، أشعلت غضب دبلوماسيته، إذ عبر رسميا، مساء أمس السبت، عن استغرابه من إقصائه من مؤتمر برلين حول ليبيا. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إن "المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية، الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية"، مضيفة أن "المملكة المغربية لا تفهم المعايير، ولا الدوافع، التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع". وتستضيف برلين، اليوم الأحد، مؤتمرا حول ليبيا بمشاركة كل من الولاياتالمتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، ومصر، والإمارات، والجزائر، والكونغو، مع اعتذار تونس. كما يحضر المؤتمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية، المعترف بها دوليا، فائز السراج، والجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بالإضافة إلى 4 منظمات دولية، وإقليمية، هي الأممالمتحدة، والاتحاد الأوربي، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية.