مرة أخرى، أوقفت احتجاجات اجتماعية أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة طنجة، التي انعقدت أول أمس الأربعاء. وهذه المرة ليست بسبب ملف أسواق القرب الذي تم احتواء مشكلته بعد سلسلة من الإجراءات بين الجماعة وولاية طنجة، وإنما بسبب احتجاجات أرباب وسائل النقل المزدوج، التي تربط الجماعات القروية بعمالة طنجةأصيلة، وفحص أنجرة، بعاصمة البوغاز، والذين يشتكون الآثار السلبية لقرار منع ولوجهم وسط المدينة. واستمرت احتجاجات أرباب وسائل النقل المزدوج لأزيد من ساعتين، على فترات متقطعة، حيث كانوا يرفعون اللافتات والشعارات الصاخبة كلما أخذ عمدة المدينة الكلمة، أو أحد من المستشارين المنتمين للأغلبية، حيث باءت المفاوضات مع ممثلي المحتجين بهدف التعبير عن مطالبهم دون إثارة الفوضى، بالفشل، وهو ما جعل عمدة المدينة يرفع مقترح مواصلة أشغال الدورة في جلسات مغلقة للتصويت، على اعتبار أن المجلس الجماعي ملزم بإرجاع وثيقة تصميم التهيئة بعد إدراج التعديلات عليها يوم الأحد المقبل، كآخر أجل. وكان المحتجون اتهموا عمدة مدينة طنجة بسوء استعمال السلطة، والاستقواء على الفئات الهشة، في إشارة إلى الساكنة القروية التي تكابد الأمرين في الوصول إلى وجهتها وسط المدينة، بعدما ألزم مقرر جماعي وسائل النقل القروي بالتوقف في محطة المسافرين الجديدة كوجهة وصول ومغادرة، غير أن هذه النقطة تبعد أزيد من 15 كيلومترا عن وسط المدينة. من جهة ثانية، شهدت أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لطنجة، والتي تناقش نقطة فريدة متعلقة بدراسة نسخة تصميم التهيئة، وإبداء الملاحظات والمصادقة على التعديلات المقترحة، (شهدت) بداية ساخنة خلال ساعتها الأولى، بعدما التمس ثلاثة مستشارين من المعارضة نقاط نظام أثارت جدلا كبيرا، واعتراضا شديدا من لدن عمدة طنجة، الذي وصف مواضيعها ب “المزايدات الفارغة”، وهو ما جعله يتصدى للمتدخلين ويوقفهم بالاستناد لسلطته التقريرية في منصة التسيير. وتمحورت نقاط نظام المستشارين الجماعيين حول أمور خارج عن جدول الأعمال ومثيرة للجدل، حسب بعض المستشارين، كالطلب المتعلق بقراءة الفاتحة على ضحايا حادث الحريق الذي اندلع بمقهى الشيشة، ليلة رأس السنة، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من لدن رئيس المجلس بشدة، على اعتبار أن قراءة الفاتحة داخل اللقاءات الرسمية للمجلس، تقتصر على الأعضاء المستشارين وموظفي الجماعة، وذلك حتى لا تتحول دورات الجماعة إلى “مجالس عزاء”، داعيا باقي الأعضاء إلى أن يركزوا تدخلاتهم في الجوهر. من جهة أخرى، دافع عمدة المدينة البشير العبدلاوي في مداخلته، عن النسخة الحالية لتصميم التهيئة، معتبرا أنها جد متقدمة على النسختين السابقتين برسم سنة 2016 و2017. وأضاف العبدلاوي أن سجلات التعرضات على تصميم التهيئة استقبلت 3800 تعرض، من خلال 6 آلاف زيارة للاطلاع على الوثيقة التعميرية وضابطة التهيئة، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب اللجنة التقنية المحلية والمركزية، التي ستتولى دراسة طلبات التعرضات وإبداء الرأي في شأنها خلال الشهور المقبلة. وفي الوقت الذي حالت الاحتجاجات الصاخبة لأرباب وسائل النقل المزدوج، أمام مداخلات المستشارين، قرر عمدة المدينة رفع الجلسة إلى اليوم الموالي، حيث ستتواصل الجلسات بشكل مغلق أمام العموم، أيام الخميس والجمعة والسبت، من أجل إتاحة الفرصة للمستشارين الجماعيين في إبداء ملاحظاتهم النهائية، قبل رفع الصيغة النهائية لتصميم التهيئة إلى سلطات الوصاية يوم الأحد المقبل.