حالة من الغليان الشعبي عاشته مدينة بوعياش (الحسيمة)، مساء أول أمس الإثنين خلال خروج المئات من السكان لتشييع جثمان التاجر والذي أسلم الروح لبارئها ليلة الأحد – الإثنين الأخيرة، بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بسبب تدهور حالته الصحية رغم التدخلات الطبية التي تلقاها على مدى خمسة أيام، عقب إقدامه في ال31 من شهر دجنبر الماضي على محاولة الانتحار داخل مكتب رئيس بلدية مدينة بوعياش، بشربه كمية من سائل مادة سامة وحارقة “الدوليو”، احتجاجا منه على رفض رئيس الجماعة منحه شهادة إدارية. وتحولت جنازة الناشط السابق في”حركة 20 فبراير” بمدينة بوعياش، المسمى قيد حياته، عمر البدري، إلى مسيرة شعبية شارك فيها، عدد غفير من أفراد عائلته وأصدقائه، ونشطاء سابقين في حركة “20 فبراير”، ومعطلين، وعدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين والسياسيين. وجاب المشيعون على الرغم من محاولات القوات العمومية لتفريقهم، أهم شوارع المدينة، قبل توجههم إلى مقبرة “إبياضن”، حيث ووري الثرى جثمان التاجر، فيما رفع مشيعوه شعارات غاضبة طالبت بفتح تحقيق في أسباب إقدامه على الإنتحار احتجاجا على رئيس الجماعة الحضرية لمدينتهم المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم ال31 من شهر دجنبر الماضي بداخل مكتبه. وعلمت “أخبار اليوم”، من مصدر قريب من الموضوع، أن النيابة العامة تجاوبت مع مطلب عائلة التاجر المتوفى عن سن يناهز 48 سنة، حيث أمر الوكيل العام للملك لدى المحكمة الإستئنافية بالحسيمة، بفتح تحقيق في ملابسات إقدام ناشط حركة “20 فبراير” على الإنتحار بشربه لمادة سامة داخل مكتب رئيس بلدية مدينة بني بوعياش. وكشفت عائلة التاجر المتوفى وأصدقائه ورفاقه للمحققين، بعدما استعصى حصولهم على تصريحاته قيد حياته بسبب حالته الصحية وعدم قدرته على الكلام، (كشفوا) بحسب ما حصلت عليه”اخبار اليوم” من معلومات من مصدر قريب منهم، أن التاجر الشاب، كان يرغب في الحصول على محل تجاري بالمركب الجديد التابع للجماعة الحضرية لمدينة بوعياش، لذالك توجه يوم ال31 من شهر أكتوبر الماضي، إلى مكتب رئيس البلدية، يطلب منه تمكينه من شهادة إدارية تتعلق بإبراء ذمته لدى مصلحة الموارد المالية للجماعة، حتى يتمكن، يضيف نفس المصدر، من وضعها ضمن وثائق الملف الخاص بالإستفاذة من محل بالمركب التجاري الجديد. غير أن رئيس المجلس البلدي، تضيف المصادر، رفض تسليمه الشهادة، وهو ما دفع بالتاجر إلى جلب قنينة من مادة “الدوليو”، قبل أن يقدم على محاولة إحراق نفسه داخل مكتب الرئيس، غير أن تدخل عدد من الحاضرين معية عناصر الشرطة حال دون ذالك، فيما تسبب تسرب كمية من المادة السامة لفم التاجر، في سقوطه مغشيا عليه، فنقل حينها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، وتوفي بعد خمسة أيام من مصارعته للموت، تورد مصادر”أخبار اليوم” القريبة من عائلة الهالك. من جهته قال سعيد أكروح، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة بني وعياش، والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، في رده على الإتهامات الموجهة إليه بخصوص وقوفه وراء حادث الإنتحار الذي انهى حياة التاجر، عمر البدري، (قال) في توضيح سماه “بيان للرأي العام”، عممه على نطاق واسع بالموقع الرسمي لجماعته وبمنصات التواصل الإجتماعي، جاء فيه أن” التاجر المتوفى، حضر لمكتبه صبيحة يوم ال31 من شهر دجنبر الماضي، وطلب من الرئيس تمكينه من شهادة إدارية تبرئ ذمته من أي واجبات مالية تجاه مصلحة الموارد المالية ببلدية بني بوعياش، وهو ما دفع الرئيس، يضيف في بيانه التوضيحي، إلى طلب حضور موظف مصلحة التحصيل بالبلدية، وقدم للتاجر، جميع التوضيحات الخاصة بمسطرة الحصول على الشهادة موضوع طلبه، حيث طلب منه أداء الضريبة الحضرية الخاصة بالمحل التجاري الذي يكتريه من الجماعة منذ يناير 2017، قبل تمكينه من الشهادة الإدارية الخاصة بإبراء ذمته. وزاد رئيس بلدية بوعياش، أن التاجر الغاضب لم يعجبه ما طلبه منه موظف مصلحة التحصيل بالبلدية، فقام حينها وهو بداخل مكتب الرئاسة بمقر الجماعة الحضرية، بسحب قارورة تحتوي على سائل، كانت مخبئة داخل معطفه، وسكب محتواها على جسمه في محاولة لإحراق ذاته، مما اضطر معه الرئيس كما قال، إلى الفرار من مكتبه وأشعر على الفور المصالح الأمنية والتي تدخلت بشكل عاجل في الحادث، تقول رواية رئيس بلدية بني عياش، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج البحث الذي أمر الوكيل العام للملك بالحسيمة، بفتحه مع جميع أطراف هذه القضية والتي هزت مدينة بني بوعياش.