أورد موقع “ميدل إيست مونيتور” أن نائب رئيس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد أعطى أوامره الرامية إلى تخفيض عدد المغاربة العاملين في قطاع الأمن في دولة الإمارات. وقال الموقع البريطاني إن مصدر خاص وصفه بالمقرب من سلطات إنفاذ القانون في إمارة أبوظبي، والذي تحفظ على تسميته، إن القرار سيقلص عناصر الشرطة المغاربة من 916 عنصرا إلى 600 عنصر، على أن يتم تعويض الفارق بعناصر من بنغلاديش. وأردف “ميدل إيست مونيتور” أن المشكل يرتبط بوقوف المغرب موقف الحياد في موضوع الأزمة بين ثلاث دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر ودولة قطر منذ سنة 2017. كما قال الموقع إن القرار الإماراتي يأتي في وقت تتدهور فيه العلاقات بين الرباطوأبوظبي، بسبب ما وصفه الموقع بعدم التقاء مواقفهما في الصراع الداخلي في ليبيا، إذ أشار الموقع إلى دعم مغربي لحكومة فايز السراج في طرابلس بينما تدعم الإمارات الرجل القوي في شرق ليبيا خليفة حفتر، وبالرغم من إدعاء الموقع البريطاني أن المغرب له موقف محسوم في الموضوع فإن الخارجية المغربية لم تبدي حتى الآن موقفا مكشوفا ورسميا لصالح أي من الليبيين المتصارعين بين شرق وغرب البلاد. واعتبر الخبير في العلاقات السياسية عبد الصمد بلكبير الخطوة الإماراتية بمثابة انقلاب في العلاقات المغربية الإماراتية، ولا يمكن وصف الأمر بفتور في العلاقات بين البلدين فقط، وأضاف المتحدث بأن هذا المستجد ليس جديدا ولا حتى مفاجئا، لأن هناك تعارض بين الرباطوأبوظبي في ما يخص الاختيارات السياسية ذات الطبيعة الاستراتيجية. وعلى عكس كل ما أورده موقع “ميدل إيست مونيتور”، قال بلكبير إن النقطة المركزية في الاستراتيجية الدولية اليوم في المنطقة هي “صفقة القرن”، ويصفها بالمعيار وأداة التصنيف وتحديد من يوجد في صف ما من آخر، فإذا كانت دول في المنطقة كتركيا وقطر والسعودية لها مواقف رمادية من صفقة القرن، وهو أمر لن يستمر وفق بلكبير، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لها موقف حاسم في الموضوع الذي تتبناه الولاياتالمتحدة وتدعمه بقوة. ويرى الأستاذ الجامعي بلكبير أن صفقة القرن من سيحدد مصير الصراعات في المنطقة، وبما أننا نتحدث عن الإمارات فهي الداعم الأول للصفقة في المنطقة بدفع من الولاياتالمتحدة ووكالة مخابراتها المركزية “سي آي أي”، والمغرب بالمقابل لا يدعم لا من بعيد ولا من قريب هذا المشروع لأنه يطعن الأردن، والمغرب حسب المتحدث لن يتخلى عن الأردن لأسباب كثيرة، منها العلاقات العائلية بين العائلة العلوية والهاشمية في الأردن، وبسبب العلاقات التاريخية المغربية الأردنية، وبالتالي فإن على المغرب وغير المغرب أن يضحي بورقة الأردن في تقدير الأطراف الداعمة لصفقة القرن، وفق تصور بلكبير.