عادت كرة القدم من جديد، لتؤكد العلاقة الأخوية بين الشعبين المغربي والجزائري، بعيدا عن صراعات رجال الساسة بالجارتين الشقيقتين. وحظيت مكونات فريق الرجاء الرياضي باستقبال حافل من طرف نظيرتها لمولودية الجزائر، على هامش المباراة التي ستجمع مساء اليوم السبت، بين الفريقين برسم ذهاب ربع نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال. وكرست حفاوة الاستقبال التي خص بها الأشقاء في الجزائر الفريق المغربي، أواسر المحبة بين المغرب وبلد المليون ونصف مليون شهيد، بشكل عام، وعلى وجه الخصوص العلاقة بين جمهوري الرجاء والمولودية. وعمت فرحة كبيرة “الجراد” كما يًلقب جمهور الرجاء، و”الشناوا” لقب أنصار المولودية، بمجرد تأهل الفريق الجزائري إلى دور الربع على حساب القوة الجوية العراقي، بعدما وضعت القرعة المتأهل من هذه المباراة في مواجهة النسور الخضر. وانتظر “الجراد” و”الشناوا” طويلا مواجهة بين الفريقين، من أجل نقل العلاقة الأخوية بين أنصار الناديين من مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أرض الواقع، وذلك ما تأكد حقا بمجرد بدء توافد الجمهور الرجاوي على الجارة الجزائر. وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمحبي الرجاء، وعشاق المولودية، مجموعة من الصور لجمهور الفريق الأخضر، يحظى باستقبال أخوي من طرف الجزائريين عامة و”الشناوا” بشكل خاص، ناهيك عن تجوله وسط شوارع، وأزقة العاصمة الجزائر، كما لو أنه بالدار البيضاء. لقد أصبحت كرة القدم، تؤكد في كل مباراة تجمع الأندية المغربية بالجزائرية، على أن ما يجمع بين البلدين أكثر مما يفرق بينهما، فقبل مباراة المولودية والرجاء، خصصت مكونات هذا الأخير استقبالا مماثلا لشبيبة القبائل، وقبلهما حظي الوداد الرياضي وجمهوره باستقبال كبير من طرف مسؤولي ومناصري اتحاد العاصمة، دون إغفال حملة “خاوا خاوا” التي أطلقها أنصار المغرب والجزائر في “كان” مصر الأخير، حيث شجع المغاربة “ثعالب الصحراء”، وناصر الجمهور الجزائري “أسود الأطلس”. حملة “خاوا خاوا”، و علاقة “الجراد” ب”الشناوا”، وأنصار الوداد باتحاد العاصمة وغيرها، هي رسائل من الشعبين الأخوين، تنتظر رجع صدى إيجابي من مسؤولي البلدين، فهل يتم التقاطها سريعا أم أن الانتظار سيطول؟