المهاجرون المغاربة جزء من الحل في محاربة أكبر تحد يواجه إسبانيا في السنوات المقبلة، وليسوا جزءا من المشكل كما يعتقد اليمين الإسباني الذي يتوجس من تزايد عدد المغاربة في الجارة الشمالية، سواء المجنسين أو المهاجرين النظاميين أو غير النظاميين. إذ من شأن المغاربة إنقاذ صناديق المعاشات المهددة بالإفلاس في أفق سنة 2050 عندما تصبح 40 في المائة من الإسبان تزيد أعمارهم عن ال60 عاما، و30 في المائة فوق ال65 سنة. علما أن إسبانيا في حاجة إلى الآلاف من اليد العاملة سنويا، وهو الخصاص الذي يسده المغاربة، بحيث أصبح الإسبان يتعاقدون مع الآلاف من المغاربة سنويا للاشتغال في الحقول الزراعية. في هذا الصدد، كشف تقرير حديث للمعهد الوطني الإسباني للإحصاء أن المغاربة تربعوا على عرش ولادات الأجانب المقيمين في مختلف المدن الإسبانية خلال النصف الأول من السنة الجارية (2019)، رغم أن نسبة الولادة في البلد بشكل عام تراجعت بشكل مهول، بحيث لم يسجل هذا التراجع منذ سنة 1941. ورأى 170 ألفا و74 طفلا النور بإسبانيا خلال النصف الأول من هذه السنة، بتراجع قدره 6.2 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية (2018). وفي الوقت الذي تمتنع فيه الإسبانيات عن الإنجاب، تزايد معدل الولادات بين الأجنبيات، إذ انتقل من 20.1 في المائة في النصف الأول من 2018 إلى 21.5 في المائة في نفس الفترة هذه السنة. إذ سُجل ما بين يناير ويونيو الماضي ازدياد 10 آلاف و370 طفلا مغربيا، متبوعين بالرومانيين ب4192 طفلا، والصينيين ب1139 طفلا، والباكستانيين ب869 طفلا. ويلاحظ، مثلا، في جهة نابارا الإسبانية أن 51.7 في المائة من المواليد أجانب سنة 2018، إذ جاء المغاربة في المرتبة الأولى بنسبة 26.3 في المائة، والإكوادوريون بنسبة 12.6 في المائة، والرومانيون بنسبة 6.5 في المائة، والكولومبيون ب6.3 في المائة. في الجارة الشمالية تراجعت نسبة الولادات في العقد الأخيرة ب30 في المائة، وفق المعهد الوطني الإسباني للإحصاء، ولولا المهاجرون لكانت الولادات تراجعت ب43.6 في المائة، نظرا إلى أن 20 في المائة من الأمهات اللائي ينجبن أجنبيات، علما أن المغاربة يشكلون أغلبية الأجانب بإسبانيا، بحيث يعيش 700 ألف مهاجر مغربي نظامي في الجارة الشمالية، و250 ألف مغربي في وضعية غير نظامية، علاوة على آلاف المجنسين منذ سنة 2005. وتشير الأرقام ذاتها إلى أنه وسط 1000 مهاجرة مغربية تتراوح أعمارهن ما بين 15 و49 عاما ولد 116 سنة 2018 بإسبانيا، بينما لا يتجاوز العدد 32 طفلا وسط نفس عدد الإسبانيات. في نفس السياق، تشير تقارير موازية إلى أن 10 في المائة من مداخيل صندوق الضمان الاجتماعي الإسباني مصدرها الأجانب الذين يوجد على رأسهم المغاربة. ويبلغ عدد الأجانب المسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني إلى حدود الشهر الجاري مليونين و123 ألفا و454 منخرطا. إذ جاء المغاربة في المرتبة الثانية ب265 ألفا و29 منخرطا، مسبوقين برومانيين ب342 ألفا و839 منخرطا، والإيطاليين ب126 ألفا و473 منخرطا، والصينيين ب108 ألف و598 منخرطا. كريستينا أنطونانثاس، نائبة الكاتب العام للاتحاد العام للعمال الإسبان، أوضحت قائلة: “الهجرة لديها آثار إيجابية على الاقتصاد والمجتمع، بحيث بدون مهاجرين ستكون الساكنة شائخة أكثر فأكثر”..