دعا ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حكومات الدول الإفريقية، إلى التعاون الفعلي فيما بينها على مستوى التعليم والتكوين والتربية، من أجل خلق نخبة شابة واعية بدورها الفعال في تحريك عجلة التنمية بالبلدان الإفريقية، والاستثمار في الشباب لأنه المستقبل. بوريطة، وفي كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة، صباح أمس الجمعة، بالحي الدولي الجامعي بالرباط، قال إن المغرب يؤيد الإجراءات الملموسة، وإنه يفهم شباب القارة السمراء والتحديات التي يواجهها، ومؤمن بأن مستقبل إفريقيا يكمن في الاعتماد على شبابها، إذ إن “600 مليون إفريقي هم اليوم، من الشباب، أي ما يقارب 60% من سكان القارة، وبحلول عام 2050، سيكون عمر 400 مليون إفريقي بين 15 و24 عاما”، وهذا النمو الديموغرافي الذي ستعرفه القارة الإفريقي، من الضروري اليوم استثماره من أجل النهوض بإفريقيا، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق القوى العاملة الشابة والمتعلمة والوفرة لتغذية نموها الاقتصادي”. وأشار بوريطة إلى أن من بين كل الثروات التي تزخر بها إفريقيا، يبقى شبابها هم الأثمن، باعتباره المصدر الرئيس لنموها والمحرك اللازم لظهورها. لذلك، من الطبيعي جدا أن يستند التزام المملكة تجاه إفريقيا، أولا وقبل كل شيء، إلى رأس مالها البشري، وبشكل خاص على شبابها وتعلمه، إذ تكفل المغرب بعشرات الآلاف من الطلاب من 47 دولة إفريقية، أي أكثر من 90 ٪ من هؤلاء الطلاب درسوا في الجامعات ومعاهد التدريب، على أساس المنح الدراسية التي تمنحها المملكة. وخلال هذا العام الدراسي فقط، 2018/2019، يدرس 12000 طالب إفريقي – من بين 14000 طالب أجنبي في المغرب – في إطار التعاون بين دول جنوب جنوب”. بوريطة، الذي كان يتحدث في الملتقى الذي نظمه اتحاد طلبة عموم إفريقيا بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي تحت شعار: “مستقبل إفريقيا: التحديات والآفاق بالنسبة إلى الشباب”، والذي يعد أكبر تجمع طلابي بالقارة الإفريقية. وأضاف بوريطة أن المغرب مقتنع بكون إفريقيا يجب أن توحد رؤيتها وتتعاون فيما بينها في سبيل التكوين والتربية وخلق مناصب الشغل، وتوفير إمكانية التوظيف لأن إفريقيا يجب أن تخلق فرصها وتشارك في غناها عبر تشجيع المقاولة، وأن لا تقبل أن تطمع أوروبا وغيرها في الكفاءات الإفريقية الشابة التي تستقطبها، بل يجب إشراك هذا الشباب في الحكامة، عن طريق استعمال وسائل التواصل والتكنولوجيا، فإفريقيا تزخر بالكفاءات التي تتفنن في هذا القطاع اقتصاديا وثقافيا. ويشكل هذا المنتدى مناسبة مواتية للطلبة الأفارقة من أجل طرح ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه الشباب الإفريقي، وقد عرفت الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة، حضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وسط مشاركة وزراء وسفراء لعدة دول إفريقية عبر مختلف أسلاكها الدبلوماسية المعتمدة بالمملكة، وسط حضور إعلامي مكثف عبر عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وتعد هذه القمة الشبابية الإفريقية لقاءً سنويا كبيرا لاتحاد جمعيات الطلبة الأفارقة، يجمع كل عام الآلاف من الطلبة الأفارقة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه الشباب الإفريقي. وحضر هذه الدورة الثامنة للقمة أكثر من ألف مشارك، من ضمنهم طلبة ومسؤولو جمعيات طلابية إفريقية وخريجو جامعات وأطر ومسؤولون رفيعو المستوى، من بينهم عدة وزراء وسفراء ينتمون إلى 52 دولة إفريقية.