اضطر عبد الله كريم، رئيس المجلس الإقليمي لآسفي عن حزب الأصالة والمعاصرة للدفع بهيأة “المساواة وتكافؤ الفرص، ومقاربة النوع بالمجلس الإقليمي لآسفي”، لإصدار بلاغ تُبرر فيه تعثر، وفشل صفقة تهيئة كورنيش المدينة، الذي أثار جدلا محليا واسعا بعد افتتاحه بضغط من عامل الإقليم، الحسين شينان. وأصدرت الهيأة المذكورة بلاغا، توصل “اليوم 24” بنسخة منه، قالت فيه إنّها انطلاقا من اختصاصاتها، المتعلقة بالتدخل لضمان تفعيل مبادئ المساواة، وتكافؤ الفرص، ورفع المقترحات، والتوصيات، زارت ورش مشروع “كورنيش” آسفي، وطالبت بلقاء رئيس المجلس بشكل عاجل. وبررت الهيأة ذاتها “فشل تهيئة كورنيش آسفي” بأن القانون ينص على جزاءات مقابل كل تأخير، وأشارت إلى أن الورش عرف فعلا عدة تأخيرات، ولم يجزم رئيس المجلس إن كانت هذه الجزاءات قد طبقها المجلس، وكشفت أن تكلفة الكورنيش لا تتعدى ملياري سنتيم، ولم تصرف منه إلا 8.8 مليون درهم، وقالت أيضًا إن افتتاح المشروع لا يعني انتهاء “الأشغال”. واتصل “اليوم 24” بأعضاء الهيأة المذكورة، حيث كشفَ توفيق الياجيزي، عضو مكتب الهيأة الملحقة للمجلس الإقليمي، والمكونة من هيآت مدنية، أن أغلب الأعضاء لا علم لهم بالبلاغ الصادر، الذي يبرر “إخفاقات” المجلس الإقليمي. وأضاف الياجيزي: “23 عضوا حضر منهم 10 أشخاص فقط، ولم يستشر باقي أعضاء المكتب، ورئيس الهيأة وحده المسؤول عما جاء في نص البلاغ”. وسارع عبد الله كريم إلى مراسلة هيآت حقوقية أخرى، عقد معها لقاءً تواصليا، أمس الأربعاء، وقال مصدر حضر الاجتماع إنّ رئيس المجلس يبحث عن مخرج حبي مع الجمعيات لطي الملف، وعدم مراسلة وزارة الداخلية، ومصالحها. وقال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، ل”اليوم 24″ تعليقا على موضوع تبرير هيأة “المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالمجلس الإقليمي لآسفي”، إنّ الهيأة لا يحق لها بطريقة أو أخرى، تبرير إشكالية مشروع معين للرأي العام، مبرزا أنّ ذلك من مسؤولية المجلس الإقليمي، وما قام به رئيس المجلس “لا يتعدى أن يكون احتقارا للرأي العام”. وأكد الغلوسي، أن هيأته وضعت شكاية للنيابة العامة، من أجل فتح تحقيق قضائي في موضوع الصفقة، وراسلت مصالح وزارة الداخلية، في انتظار مباشرة تحقيقات هذه الجهات، وتنوير الرأي العام بمعطيات في الموضوع. يُذكر أنّ عددا من أهل مدينة آسفي، وفعاليات مدنية خرجوا، نهاية الأسبوع الماضي، للاحتجاج ضد مسؤولي عمالة آسفي، والمجلس الإقليمي، بعدما ضغط عامل المدينة، الحسين شينان، لافتتاح الكورنيش، بعدما تأخر إخراجه إلى الوجود، بعد مضي أزيد من سنة.