بشكل شبه متزامن، جرى، مساء أول أمس الثلاثاء، الإعلان عن تأجيل الاجتماع الذي كان يرتقب أن يجمع بين وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، ونظيره الروسي سيرغيلافروف، الذي كان مرتقبا الأسبوع المقبل في موسكو، في مقابل الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للمغرب في الموعد نفسه. وكالة المغرب العربي للأنباء أعلنت، مساء أول أمس، نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تحدده، تأجيل اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة، المغربية الروسية، والذي كان مرتقبا الأسبوع المقبل في موسكو. وفي محاولة للحد من أي دلالة سلبية محتملة لهذا التأجيل، أُعلن في كل من الرباطوموسكو، عن إجراء مباحثات هاتفية بين لافروف ونظيره المغربي ناصر بوريطة. وقالت وكالة المغرب العربي نقلا عن وزارة الخارجية الروسية، قولها إن سيرغي لافروف أكد في مباحثاته مع وزير الخارجية المغربية استعداد روسيا لتعميق الحوار السياسي حولالصحراء “والقضايا الرئيسة ذات الطابع الدولي والإقليمي“، فيما كان يفترض أن يقود بوريطة وفدا مغربيا كبيرا إلى موسكو، لترؤس انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين. من جانبه، الموقع الرسمي للخارجية الروسية، نشر بيانا مقتضبا، قال فيه إن سيرغي لافروف تحدث هاتفيا إلى ناصر بوريطة، وأن الطرفين “ناقشا الخطوات العملية لتعزيز العلاقاتالثنائية متعددة الأوجه، بما في ذلك الدعوة إلى انعقاد الدورة الثامنة من اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، المكلفة بتعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، وذلك فيموسكو“. وأضاف البيان أن الوزيرين جددا العزم على تعزيز الحوار السياسي بينهما، بشأن المواضيع الدولية والإقليمية الهامة، وخاصة منها خطة تسوية نزاع الصحراء. في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باحتفاء كبير عكسته تغريدة له عبر “تويتر“، ثم حديث في ندوة صحافية بمقر وزارته، عن اعتزامهالقيام بزيارة إلى المغرب الأسبوع المقبل. بومبيو قال إنه سيرافق الرئيس دونالد ترامب إلى لندن، حيث ستجري بداية الأسبوع المقبل احتفالات الذكرى 70 لتأسيس حلف شمال الأطلسي، ثم ينتقل إلى المغرب في زيارةرسمية. وحرص بومبيو في كل من تغريدته وتصريحه الصحافي، على إثارة المحورين الاقتصادي والأمني لزيارته المرتقبة إلى المغرب، حيث قال إنه سيجري لقاءات تهم تطويرالشراكة القائمة بين البلدين في هذين المجالين. وينتظر أن يحلّ بومبيو في المغرب يوم 5 دجنبر، لكون قمة دول حلف شمال الأطلسي تستغرق يومي 3 و4 دجنبر. عزف المغرب على وتري العلاقات مع واشنطنوموسكو بشكل شبه متزامن، تمثل في الأسابيع الأخيرة في تحركات مزدوجة تجاه العاصمتين الوازنتين في العلاقات الدولية. ففي أواخر شهر أكتوبر الماضي، وعشية اجتماع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قراره الأخير حول الصحراء، قامت الدبلوماسية المغربية بخرجات مكثفة نحو عواصم القرار الدولي، شملتكلا من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا. وعندما كان بوريطة يحتفي بصدور بيان مشترك مع بومبيو من العاصمة الأمريكيةواشنطن، جدّد تأكيد محاور التعاون والتنسيق الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي بين البلدين، كان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يشد الرحال إلى روسيا، حيث تولى تمثيل الملك محمد السادس في قمة روسية أفريقية هيالأولى من نوعها. البيان المشترك الذي صدر متم أكتوبر بين ناصر بوريطة ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال إن المغرب يعتبر شريكا ثابتا “ومشيعا للأمن على المستوى الإقليمي“، كما أبرز “الجهود المشتركة المبذولة لمحاربة الإرهاب في إفريقيا، وضمان هزيمة دائمة ل“داعش“، من خلال تعزيز قدرة المصالح الأمنية في المنطقة، لاسيما عبر أرضية مشتركة للتعاون فيالمجال الأمني“. وأكدت واشنطن عبر هذا البيان، أن مؤهلات المغرب تجعله بمثابة منصة “وبوابة لعدد متزايد من الشركات الأمريكية العاملة في إفريقيا“. في المقابل، مهّدت قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء لمشاركة المغرب في قمة سوتشي الروسية الإفريقية، وقالت إن روسيا تعتزم إنشاء بنى تحتية هامة وتكوين الآلاف منالمواطنين الأفارقة في جامعات البلاد، وجعل تعزيز الشراكة والتكامل مع القارة الإفريقية أولوية في سياستها الخارجية. فيما شهدت القمة الإعلان عن صفقة ضخمة بين المغرب وروسيا، تهم إنشاء مصفاة للنفط قرب مدينة الناظور باستثمار يفوق الملياري دولار. فيما كان كل من وزيري الخارجية المغربي والروسي، قد اجتمعا في نيويورك متم شتنبر الماضي،على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفقا مبدئيا على اللقاء وترؤس أشغال اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين. وفي الوقت الذي شهدت العلاقات المغربية الأمريكية تقاربا كبيرا في الفترة الأخيرة، من خلال الزيارة التي قامت بها ابنة ترامب، إيفانكا ترامب، للمملكة بداية شهر نونبر الحالي؛ صدرت إشارة سلبية من موسكو أول أمس، من خلال حديث نائب رئيس الاتحاد الروسي للسياحة "يوري بارزيكين" لوكالة “سبوتنيك” عن أسباب الانخفاض الحاد في عدد السياح الروس في المغرب، معتبرا أن مشكلة قطاع السياحة المغربي تكمن في السعر الباهظ لتكلفته، مع انخفاض في جودة الخدمات السياحية. وفي تعليق منه عن تراجع عدد السياح الروس للمغرب بنسبة 25 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، قال المسؤول الروسي إن تركيا تعتبر “أكثر جاذبية لسياحنا من حيث الأسعار، وتنظيم الخدمة، وفي حال الحديث عن تكاليف السفر، فإن الذهاب إلى الإمارات يكلف أقل من الذهاب إلى المغرب. ولهذا، فإن أعداد السياح الروس انخفض نتيجة المنافسة الشديدة، والسياسة السياحية المغربية“.