يترقب عشاق كرة القدم بصفة عامة، وأنصار فريقي الوداد والرجاء البيضاويين بشكل خاص، غدا السبت، المباراة التي ستجمع بين الناديين على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال. هي مواجهة كبيرة، بحمولة تاريخية أكبر، فرضها تاريخ الأحمر والأخضر، وشعبيتهما الجارفة داخل وخارج أرض الوطن، لكنها في الأول والأخير تبقى مجرد مباراة في كرة القدم، وإن سقطت منها هذه المرة معادلة التعادل، لتحتمل خيارين فقط، فوز أو خسارة. نتفق أن الديربي مباراة خاصة، يبدأ التنافس فيها قبل، وأثناء، وبعد نهايتها بين عشاق الغريمين، ويرفض الرجاوي كما الودادي خسارتها، بل يفضل جمهور الفريقين الهزيمة أمام أي منافس باستثناء السقوط في هذا اللقاء. لكننا نختلف مع فئة من أنصار الكبيرين، التي تُخرج المباراة عن نطاقها الرياضي، وتنشر خطابات العنف، والكراهية، والشغب، التي لا تمت للرياضة بصلة، وبعيدة كل البعد عن نطاق الروح الرياضية، المبني على التنافس الشريف، واحترام المنافس. ما نتمنى أن يدركه عشاق “وداد الأمة”، وأوفياء “رجاء الشعب”، أن الفوز لن ينقص من قيمة المنهزم، والخسارة لن تزيد من إشعاع صورة المنتصر، لأن في كلتا الحالتين الديريي هو الرجاء والوداد، أو الوداد والرجاء، لن يكتمل بفقدان أحد الطرفين، ولن يذكر العالم فريقا دون ذكر الآخر. ما على محبي الفريقين إدراكه أيضا، أن تأهل طرف وإقصاء آخر، لن يغير شيئا من تعلقهم بالقطبين، بل سيزيد الودادي ودا للقلعة الحمراء، ويجعل الرجاوي يرجو أن لا تأتي تواريخ “فيفا” الدولية، حتى لا يُحرم من رؤية معشوقته. هي دعوة لأنصار الفريقين لجعل جمال لوحاتهم الرائعة التي يتفننون في رسمها على مدرجات “دونور”، ينعكس على سلوكهم بعد نهاية المباراة، والالتزام بالروح الرياضية وضبط النفس، من أجل أن يزداد المشهد جمالا، لأننا غير مستعدين لرؤية، وسماع الأمهات يرددن “بقلب حزين”: في “الديربي ظلموني” ، فرجاء توددوا.