نشرت وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس)، أول أمس الثلاثاء، تقريرا في إطار تتبعها ورصدها تدفقات الهجرة غير النظامية، انطلاقا من شمال إفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى القارة العجوز. بحسب التقرير المذكور، يتضح أن نجاح السلطات في احتواء أكبر أزمة للهجرة غير النظامية– بدأت سنة 2018-، بين السواحل المغربية والإسبانية، خلال الشهور التسعة الأولى من هذه السنة، لا يعني القضاء على هذه الظاهرة الإنسانية في ظل استمرار العوامل الموضوعية التي تدفع الشباب للمغامرة بحيواتهم في أعماق البحر للبحث عن مستقبل أفضل في الفردوس الأوروبي. وكشف التقرير الحديث والمحين ل“فرونتيكس“، أن تدفقات المهاجرين غير النظاميين انطلاقا من السواحل المغربية والجزائرية صوب الجنوب الإسباني، عادت إلىالواجهة بقوة خلال شهر أكتوبر الماضي بعد شهور من الهدنة والتراجع. ووصل إلى الشواطئ الإسبانية أكثر من 3000 مهاجر في أكتوبر المنصرم، بمعدل ارتفاع بلغ 8 في المائة مقارنة مع شهر شتنبر الماضي. وفي الوقت الذي ارتفع فيه عدد الواصلين إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب والجزائر، تراجع عدد الواصلين إلى أوروبا، بشكل عام، بمعدل 17 فيالمائة. فيما سجل وصول 2500 مهاجر إلى إيطاليا، بحيث تراجع العدد ب27 في المائة مقارنة مع شتنبر. بينما وصل 10800 مهاجر إلى اليونان بمعدل انخفاض قدره 18 في المائةمقارنة مع شتنبر. في نفس السياق، قال التقرير: “لم يتجاوز مجموع الواصلين إلى إسبانيا عبر الطريق الغربية للمتوسط 21200 شخص ما بين يناير وأكتوبر من السنة الجارية، أيأقل من نصف مجموع الواصلين في نفس الفترة من السنة الماضية (2018)”، ويتابع شارحا: “المغاربة والجزائريون هم أكثر الجنسيات المستعملة لهذه الطريق في الشهور العشرة من 2019″. وبلغ، بشكل عام، عدد مستعملي مختلف الطرق الأربعة الرئيسية للهجرة إلى أوروبا 107900 مهاجر منذ يناير، بمعدل انخفاض 16 في المائة مقارنة مع نفس الفترةمن 2018. على صعيد متصل، يبدو أن تشديد السلطات المغربية المراقبة على شبكات تهريب البشر منذ يناير الماضي، قد يكون دفع البعض إلى نقل نشاطاتهم إلى الجزائر أو على الأقل يمكنأن يدفع “الحرّاكة” إلى المراهنة على السواحل الجزائرية للوصول إلى أوروبا، في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الجارة الشرقية بسبب الاحتجاجات المستمرة منذ بداية السنة الجارية. ويوضح تقرير للمفوضية الأوروبية، أن أغلب الحرّاكة الذين يصلون إلى إسبانيا يخرجون من المغرب، لكن منذ شهور انتقلت هذه الأنشطة إلى الجزائر. في هذا يشرح التقرير قائلا: “95 في المائة من مجموع المهاجرين (الواصلين إلى إسبانيا) ما بين يناير وأواخر غشت 2019، خرجوا من المغرب، بينما 5 في المائة فقط خرجوا من الجزائر“، واستطرد التقريرالمؤرخ في 15 أكتوبر المنصرم قائلا: “غير أنه في شتنبر وفي أكتوبر الجاري بلغ عدد الواصلين من الجزائر 42 في المائة“، وفق صحيفة “إلباييس“. وأرجع المصدر ذاته سبب ارتفاع عدد المبحرين انطلاقا من الجزائر إلى أمرين: أولا، جزء من المهاجرين الذين يخرجون من المغرب في السابق يبحثون اليوم عن منافذ أقل مراقبة؛ثانيا، ضغط المغرب على المهاجرين، بعد حصوله على 170 مليون أورو كدعم من الاتحاد الأوروبي، يصعب كل مرة أكثر مهام مرشحي الهجرة.