في ظل رفض وتوجس مجموعة من الدول للميثاق العالمي للهجرة الذي تم اعتماده يوم الاثنين الماضي بمدينة مراكش، قبل المصادقة عليه في الأيام المقبلة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، كشف تقرير جديد أصدرته وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتكيس)، يوم الخميس الماضي، أن البوابة الغربية للبحر الأبيض المتوسط، من المغرب والجزائر صوب إسبانيا، لازلت الأكثر نشاطا واستعمالا من قبل المهاجرين غير النظاميين للعبور إلى أوروبا. الشيء ذاته أكدته أرقام جديدة لوزارة الداخلية، تفيد أن عدد المهاجرين المغاربة غير النظاميين الواصلين إلى إسبانيا، بحرا، تضاعف 8 مرات ما بين 2016 و2018. أرقام الداخلية الإسبانية، تشير إلى أن تدفقات الحراكة المغاربة تفاقمت، إذ إنه ما بين يناير الماضي ونهاية أكتوبر الماضي، وصل 10816 مغربيا إلى السواحل الإسبانية مقارنة مع 5391 مغربيا سنة 2017، و1310 مغربي سنة 2016، مبرزة أن 90 في المائة وصلوا إلى إسبانيا بحرا، سواء عبر قوارب الموت أو الدراجات المائية السريعة أو مختبئين في السفن التي تتنقل بين موانئ البلدين، وفق صحيفة “يومية أشبيلية” بإقليم الأندلس. المصدر ذاته أوضح أن الحرّاكة المغاربة يمثلون 22.73 في المائة من مجموع المهاجرين الواصلين إلى السواحل الأندلسية من مختلف الجنسيات. وتشرح المعطيات ذاتها، أنها من بين 10816 حراكا مغربيا سنة خلال السنة الجارية، طردت إسبانيا 727 منهم فقط، غير أن مجموع المغاربة المطرودين من إسبانيا هذه السنة بلغ 1489 مغربيا، من بينهم أشخاص ارتكبوا جرائم في إسبانيا لا علاقة لهم بالحريك مقابل 1739 مطرودا سنة 2017. هكذا يبدو أن من بين 7 حراكة مغاربة يصلون إلى إسبانيا يطرد واحد منهم فقط. هذه المعطيات الأوروبية والإسبانية جاءت، كذلك، بعد نشر مؤسسة غالوب، المتخصصة في الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية، استطلاعا للرأي جديدا، بمناسبة التوقيع على الميثاق العالمي للهجرة، تؤكد فيه أن 29 في المائة من الشباب المغاربة مستعدون لمغادرة المملكة متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا. تقرير “فرونتكيس” أوضح أن أكثر من 50 في المائة من المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى أوروبا قاموا بذلك عبر البوابة الغربية للمتوسط، مسجلا وصول 53 ألف مهاجر إلى الجنوب الإسباني، بحرا، ما بين يناير ونونبر 2018. وشرح، أيضا، أن عدد الواصلين خلال شهر نونبر المنصرم ارتفع ب29 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، مبرزا أن أغلب الحرّاكة ينحدرون من المغرب وغينيا ومالي. فيما يرجع توم دي كوك، منسق برنامج أطباء بلا حدود، هذا الارتفاع إغلاق البوابة الليبية الإيطالية، وفي هذا قال: “التحليل الأكثر تفسيرا لهذا الارتفاع في المغرب العربي، وفي المغرب، وعلى هذه البوابة، هو تشديد الإجراءات في البوابتين الأخريين (الليبية والتركية)”. فيما كشف جيرالد كناوس، رئيس مبادرة الاستقرار الأوروبي (EIS)، في حوار مع صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية، أن أكثر من 11 ألف مهاجر وصلوا إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب، بحرا، في شهر أكتوبر الماضي. لهذا أكد قائلا: “إذا أردنا تقليص الأرقام يجب أن نتعاون مع المغرب وبلدان المنشأ”. ومقابل ارتفاع الضغط على البوابة المغربية، أشار تقرير فرونتكيس إلى أن تدفقات الهجرة تراجعت في البوابة الشرقية للمتوسط (التركية) بنسبة 42 في المائة خلال الشهر المنصرم مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. هذا التراجع سجل، كذلك، في البوابة الوسطى للمتوسط (ليبيا-إيطاليا) بنسبة 83 في المائة. من جهته، أشار استطلاع الرأي لغالوب، والذي شمل 453122 شخصا من 152 بلدا، من بينهم المغرب، ما بين 2015 و2017، أن 19 في المائة من المغاربة على استعداد لمغادرة البلد متى أتيحت لهم أول فرصة، مبرزا كذلك أن النسبة تراجعت نوعا ما بعد أن كانت 23 في المائة ما بين 2010 و2012 ترغب في الهجرة.