غادر المغرب في السنوات الثماني الماضية نحو 432 مواطنا مغربيا يهوديا، وكانت وجهتهم إسرائيل، وفق بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية. وكان المغرب على رأس دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، التي تنقل مواطنيها بصفة نهائية نحو الأراضي المحتلة. وعبر ممثل الطائفة اليهودية في مراكش جاكي كدوش، عن استغرابه إزاء تضخيم المعطى الذي قدمه مكتب الإحصاء الإسرائيلي من طرف البعض، مشددا على أن موجة الهجرة كما يصورها البعض، لا أساس لها من الصحة، وقال إن قسمة الرقم على ثماني سنوات سيبين بأن الرقم غير مخيف، كما يظن البعض. وأضاف كدوش بأن كل من توجهوا نحو إسرائيل، هم عبارة عن مواطنين مغاربة كبار في السن، دفعتهم الضرورة إلى التنقل للالتحاق بأبنائهم، مردفا بأن بعض الحالات تتعلق بمواطنين لم يعد في مقدورهم العيش باستقلال عن أبنائهم، وبالتالي، فهؤلاء كانوا أمام خيارين، إما البقاء في وطنهم وفي وحدة وعزلة مع كل ما يمكن للإنسان أن يتصوره عن وضع إنسان طاعن في السن، أو الالتحاق بأبنائهم في إسرائيل. وتحدث ممثل الطائفة اليهودية في مراكش، عن فرضية التحاق يهود آخرين من نفس وضعية السابق ذكرهم، بأبنائهم في الولاياتالمتحدة وأوروبا، حالهم في ذلك، كحال باقي المغاربة الذين يلتحقون بأبنائهم في تجمعات عائلية في أوروبا وأمريكا الشمالية. ولمح كدوش إلى أنه من العيب التركيز على تنقل الأقلية اليهودية، وهي تلتحق بشكل عادي كأي آباء وأمهات تعذر عليهم العيش باستقلال تام بعد عمر طويل. وأكد كدوش بأن الهجرة التي تحدثت عنها السلطات الإسرائيلية، لا علاقة لها بأي نزاع أو عدم الارتياح في المغرب، مشددا بأن هذه الفرضية غير واقعية وبعيدة كليا عن واقع الطائفة اليهودية في المغرب. وأردف المتحدث بأن هذا النوع من الهجرة لا يعني قطع الصلة بالمغرب، مشيرا إلى رحيل العشرات كل عام لأسباب أسرية محضة، وقدوم هؤلاء في زيارات خاصة ومناسبات دينية كل عام، وهي زيارات تتكرر سنويا وتزداد تضخما، واليوم، قارب عدد زوار البلاد من طرف هؤلاء صحبة أبنائهم مائة ألف زائر يهودي مغربي، من كل دول بقاع العالم. وتحدث كدوش عن أن فكرة وجود تخوف يهود المغرب من الأوضاع في البلاد، ما كان ليدفع برقم كهذا للتشبث بأرض أجداده، وإن كان بزيارات متقطعة. وأضاف بأنه على الجميع في المغرب أن يكون مسؤولا عما يصوره في هذا الموضوع، بما في ذلك الإعلام، لأنه ليس من المحمود تقديم صورة غير موجودة للرأي العام المغربي. وحلت تونس خلف المغرب في عدد المواطنين الذين قرروا الاستقرار في إسرائيل، إذ هاجر من البلد المغاربي 160 تونسيا إلى الشرق في ثماني سنوات، وحلت اليمن التي تعيش حربا أهلية ضروس، وأوضاعا إنسانية كارثية، ثالثة من حيث تعداد المواطنين الذين قرروا مغادرتها نحو إسرائيل، وكان عدد اليمنيين الذين غادروا أراضيهم 119 يمنية ويمنيا. فيما غادر خلال هذه الفترة جزائريان اثنان فقط، وغادر معدل مواطن واحد من كل من ليبيا ولبنان وقطر والبحرين. وفي وقت تغيب فيه الأرقام الرسمية الخاصة باليهود المقيمين في المغرب، قدرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تعدادهم في البلاد بحوالي 2000 يهودي، مشيرة إلى أن أغلبهم يقيم في الدارالبيضاء. وسبق للدائرة الإسرائيلية أن قدرت عدد اليهود في العالم بحوالي 14 مليونا و700 ألف شخص، 6.6 مليون منهم يعيشون في الأراضي المحتلة.