نقلت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، تقريرا يرسم صورة مرعبة عن مركز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة الليبية طرابلس، حيث لايزال عدد من المغاربة محتجزين، بعدما أوقفتهم البحرية الليبية في عرض المتوسط، أثناء محاولتهم الهجرة سرا إلى إيطاليا. وقالت صحافية المنبر البريطاني، حسب المصدر ذاته، إنه أثناء دخولها إلى المركز طريق السكة في العاصمة الليبية، استقبلها مهاجر مغربي من دون ابتسامة، وقال: “مرحبا في جهنم”، حيث ينام المحتجزون في أماكن قذرة، ولا يملكون أحذية، ومنهم مرضى مهملين، ينتظرون الموت بعد تعذر الشفاء. وأضافت الصحيفة ذاتها إن مركز طريق السكة سيئ، ولكن المراكز الأخرى أسوأ، ونقلت تصريحات لمحتجزين، قالوا فيها إن الميليشيات تداهمها ليلا، وتجر منها محتجزين لاستخدامهم ورقة ضغط على عائلاتهم، وطلب الفدية منها. وزادت "أوبزيرفر" البريطانية أن عشرات الآلاف من المهاجرين انتشروا في العاصمة الليبية، وينام الكثير منهم في الشوارع، أو تحت أقواس مراكز المدينة، على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية في البلاد، ودخول حكومة الويفاق الليبي في حرب مع المشير خليفة حفتر، منذ شهر أبريل الماضي. يذكر أنه بعد أقل من أسبوع من تدخل السلطات المغربية لإجلاء عشرات المغاربة، العالقين في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، كشفت البحرية الليبية، الخميس الماضي، أنه تم توقيف عدد جديد من المغاربة. وتابعت البحرية الليبية، في بلاغ لها، إن قواتها تدخلت، خلال الأسبوع الجاري، لإنقاذ قوارب، طلبت النجدة في منطقة شمال غرب بوكماش، حيث عثر على قاربين يقلان أزيد من 200 مهاجر غير شرعي، من بينهم سبعة نساء، وثلاثة أطفال، من جنسيات مختلفة، من بينهم مغاربة. ويأتي توقيف المغاربة مجددا في عرض مياه المتوسط الليبية، بعد أقل من أسبوع من إعادة ما يقارب الثلاثين مغربي من ليبيا، كانوا عالقين في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية، خصوصا في العاصمة طرابلس، منذ أشهر. وكان وفد من سفارة المغرب في تونس قد حل في مركز مكافحة الهجرة غير الشرعية في طرابلس، قبل أيام، من أجل التعاون مع السلطات الليبية لتحديد هوية المهاجرين المغاربة العالقين، واستخراج وثائق سفر مؤقتة لهم. كما أن المغرب اتخذ إجراءات صارمة جدا للتحقق من هويات المغاربة، العائدين من ليبيا، خوفا من تسلل منتمين إلى جماعات إرهابية إليهم، خصوصا بعد النشاط الكبير ل"داعش" في الأراضي الليبية، وصدور إحصائيات لأعداد المغاربة المنتمين إليه. وعلى الرغم من أن المغرب أعاد في رحلات عديدة المئات من المغاربة العالقين في ليبيا، إلا أن آخرين لا يزالون يلتحقون بالأراضي الليبية، طمعا في الهجرة نحو أوربا، إذ أوقفت ليبيا، على مدى الأيام القليلة الماضية، عشرات المغاربة، الذين تم إيداع أغلبهم في مركز طرابلس لمكافحة الهجرة غير الشرعية، في انتظار صدور قرار ترحيلهم إلى المغرب.