قبل يوم واحد من الموعد، الذي كان مقررا أن تستعيد فيه “الحمالات” نشاطهن على معبر مدينة سبتةالمحتلة، أعلنت سلطات المدينة، أن نشاط التهريب المعيشي سيظل متوقفا بعض الوقت بطلب من المغرب. وقالت سلطات المدينةالمحتلة، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، اليوم الأحد، إن المغرب طلب تمديد توقيف نشاط “الحمالات” لأيام إضافية، بسبب عدم انتهائه من إصلاحات كان قد أطلقها على المعبر من أجل تحسين ولوج المشتغلين في التهريب المعيشي إلى المدينةالمحتلة. وتخوفا من تكبد قطاعها الاقتصادي لخسائر بسبب وقف نشاط “الحمالات”، تسعى المدينةالمحتلة إلى ضمان نشاط العاملين في التهريب المعيشي، خلال عطلة شهر دجنبر المقبل، دون توقف، وهو المطلب، الذي سبق لرجال أعمال المدينةالمحتلة أن رفعوه إلى حاكم المدينة. وكانت حركة التهريب المعيشي قد توقفت بحجة "تأمين مسار الحمالين"، حسب المسؤولين في المدينةالمحتلة، وتجنب الأخطار المترتبة عن الاكتظاظ، الذي يعرفه المعبر من جانبيه. يذكر أنه بالتزامن مع مقتل العشريني، يوسف السدراوي، سادس ضحايا معبر طرخال، منذ افتتاحه، قبل أيام قليلة، أطلق مرصد الشمال لحقوق الإنسان هاشتاغ "أغلقوا معبر الموت" من أجل دعوة الجهات المعنية إلى إغلاق معبر باب سبتة، المتخصص في تهريب السلع، والبضائع من المدينةالمحتلة، في ظل ارتفاع حالات موت العديد من ممتهني، وممتهنات التهريب، إضافة الى مآسي إنسانية أخرى من مبيت في العراء، والتعرض لشتى أنواع العنف النفسي، والجسدي، والرمزي مقابل مبالغ هزيلة. وتأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد وفيات العديد ممن دفعتهم الحاجة، والفقر إلى ركوب مجازفة "الاشتغال" في ظروف لا إنسانية في المعبر الحدودي، وفي ظل الحوادث الأخرى، التي يعرفها، وسط حديث المرصد عن عجز المؤسسات المركزية، والجهوية، والمجالس المنتخبة المحلية عن إيجاد حلول عملية، وواقعية لما يقع هناك من مآس، باستثناء تقارير، وندوات، ولقاءات “علمية"، يقول المرصد إنها "تنتهي بكؤوس من الشاي، وقطع من الحلوى ليعود منظموها إلى سباتهم من جديد إلى حين وقوع مأساة أخرى". ويطرح المرصد حلا واحدا يحفظ حياة الإنسان، وكرامته، يتجسد في تنمية حقيقية في المنطقة، رافعتها تتمثل في الاستفادة مما تذره المشاريع العملاقة من أرباح، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، والمؤسسات الاقتصادية الأخرى، التي لا يستفيد منها السكان سوى نزع ملكية أراضيهم مقابل دراهم معدودة، والدفع بالقطاع السياحي على طول السنة إلى استثمار مؤهلات المنطقة الجغرافية، التاريخية، والثقافية الجيواستراتيجية.