بالتزامن مع مقتل العشريني، يوسف السدراوي، سادس ضحايا معبر طرخال، منذ افتتاحه، أطلق مرصد الشمال لحقوق الإنسان هاشتاغ “أغلقوا معبر الموت” من أجل دعوة الجهات المعنية إلى إغلاق معبر باب سبتة، المتخصص في تهريب السلع، والبضائع من المدينةالمحتلة، في ظل ارتفاع حالات موت العديد من ممتهني، وممتهنات التهريب، إضافة الى مآسي إنسانية أخرى من مبيت في العراء، والتعرض لشتى أنواع العنف النفسي، والجسدي، والرمزي مقابل مبالغ هزيلة. وتأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد وفيات العديد ممن دفعتهم الحاجة، والفقر إلى ركوب مجازفة “الاشتغال” في ظروف لا إنسانية في المعبر، وفي ظل الحوادث الأخرى، التي يعرفها المعبر الحدودي، وسط حديث المرصد عن عجز المؤسسات المركزية، والجهوية، والمجالس المنتخبة المحلية عن إيجاد حلول عملية وواقعية لما يقع هناك من مآس، باستثناء تقارير، وندوات، ولقاءات ” علمية”، يقول المرصد إنها “تنتهي بكؤوس من الشاي، وقطع من الحلوى ليعود منظموها إلى سباتهم من جديد إلى حين وقوع مأساة أخرى”. ويطرح المرصد حلا واحدا يحفظ حياة الإنسان وكرامته، يتجسد في تنمية حقيقية في المنطقة رافعتها تتمثل في الاستفادة مما تذره المشاريع العملاقة من أرباح، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، والمؤسسات الاقتصادية الأخرى، التي لا يستفيد منها السكان سوى نزع ملكية أراضيهم مقابل دراهم معدودة، والدفع بالقطاع السياحي على طول السنة إلى استثمار مؤهلات المنطقة الجغرافية، التاريخية، والثقافية الجيواستراتيجية. ويشدد مرصد الشمال لحقوق الإنسان، والذي يرأسه محمد بنعيسى، على أن أي حل لا يحفظ حياة، وكرامة الإنسان، بما فيها حقه في الشغل “لا يمكن إلا أن يكون حلا يحسن شروط العبودية، هو حل مرفوض مهما كانت مبرراته، ودوافعه، وأن الثورة على ما يجري في معبر الموت والذل بالبحث عن حلول عملية وواقعية هو الطريق الوحيد لحفظ كرامة المواطن المغربي”. وفي مشاهد مؤثرة، شيعت مدينة الفنيدق، ظهر أمس الأحد، ضحية أخرى من ضحايا لقمة العيش في معبر مدينة سبتةالمحتلة، وسادس قتلى المعبر منذ بداية السنة الجارية. ووسط حزن كبير، وتأثر، شيع أهالي مدينة الفنيدق، الشاب يوسف السدراوي، الذي مات، أول أمس السبت، بعد يومين من دخوله في غيبوبة، جراء تعرضه لحادث سقوط من منحدر في معبر مدينة سبتةالمحتلة. وقال أحد أصدقاء الفقيد، العشريني، إن هذا الأخير كان طموحا، ويحلم ببناء أسرة، وتحسين وضعه العائلي، فاختار أن يضيف مهنة التهريب المعيشي، إلى مهنته الأصلية، وهي بيع الخضر، والفواكه، للتغلب على أعباء الحياة، غير أن الموت كان أقرب إليه مما كان يظنه. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن الشاب، يوسف السدراوي، توفي في مستشفى سانية الرمل، بعد يومين من تعرضه للسقوط في معبر مدينة سبتة، أثناء انتظاره للسماح له، ولباقي ممتهني التهريب المعيشي بالدخول إلى المدينةالمحتلة، ما أدخله في غيبوبة، منذ يوم الخميس الماضي، إلى أن توفي أول أمس. ووفاة يوسف، تأتي بعد أقل من شهر من وفاة فاطمة بشرى، التي لقيت مصرعها، بعد سقوطها من منحدر بالقرب من معبر سبتة، كانت قد اتجهت إليه بحثا عن مكان تتوارى فيه عن الأنظار لقضاء حاجتها، لغياب مرافق صحية. وكان حقوقيون إسبان قد حملوا السلطات المغربية، والإسبانية مسؤولية الوفيات المتكررة لممتهني التهريب المعيشي على المعبر الحدودي، معتبرين أن هذه الأرواح تزهق نتيجة "اللا مسؤولية"، وكان يمكن تجنب ذلك لو توفرت "الإرادة" لتجهيز المعبر بما يحفظ حقوق الإنسان.