أسقط حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حزمة العقوبات التي كان قد أوقعها على معارضيه في تيار “المستقبل”. العملية تمت اليوم، خلال اجتماع المكتب الفيدرالي للحزب، وهو الهيئة المفوض لها وفق قانون الحزب، صلاحية إقرار العقوبات التنظيمية وسحب. وكان بنشماش قد دعا المكتب الفيدرالي بواسطة ملتمس، إلى مراجعة الإجراءات الانضباطية التي أقرها سابقا، في مسعى منه إلى توفير أجواء مناسبة لحوار داخلي يهدف من وراءه، إلى أن يكون مدخلا لمصالحة مع خصومه في تيار المستقبل. وتشمل عملية إسقاط العقوبات، مراجعة عقوبة الطرد ضد كل من الوالي الشيخ، وجمال هاشم، وكلاهما كانا موضوع قرار بالطرد النهائي من الحزب بسبب ما قيل إنها إساءة للحزب يوجهانها عبر الشبكات الاجتماعبة. الوالي الشيخ على الخصوص، كان موظفا لدى الحزب، في ذراعه الإعلامية، ثم جرى التخلي عنه بسبب موالاته لتيار “المستقبل”. ثلاثة آخرون كانوا موضوعا لمسطرة إسقاط الإجراءات الانضباطية أيضا، وهم كل من عبد اللطيف الغلبزوري، وهشام عيروض ولحسن لحرش، وهؤلاء كان المكتب الفيدرالي قد جمد عضويتهم في الحزب، وثلاثتهم أعضاء في المكتب الفيدرالي. الغلبزوري هو المنسق الجهوي للحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة، وجمدت عضويته عقب عقد تيار “المستقبل” للقاء كبير في طنجة. ويشار إلى أن الغلبزوري رفع دعوى قضائية ضد تجميد عضويته، وكانت المحكمة قد حددت يوم 30 أكتوبر الجاري للنظر فيها. الأعضاء الخمسة جميعا، باتوا من الآن فصاعدا، أعضاء كاملي العضوية في الحزب، دون أي سوابق. وفي سياق متصل، قرر المكتب الفيدرالي، الشروع في تنفيذ مسلسل المصالحة وفقا لمنظور الأمين العام للحزب. وسينظم الحزب مائدة مستديرة تضم المكتبين السياسي والفيدرالي للحزب، بمعية فريقي الحزب بالبرلمان، في الأسبوع الأول لشهر نونبر. وذكر بنشماش، في الاجتماع، أن تيار “المستقبل” عليه أن يختار من الآن فصاعدا، بين أن ينخرط في مسلسل المصالحة هذه، أو يذهب لحال سبيله ويؤسس لنفسه حزبا. لكن تيار “المستقبل” على ما يبدو، غير مكترث بالإجراءات التي يتخذها بنشماش، لاسيما أن هذا التيار يطعن في مشروعية كافة القرارات الصادرة عن المكتب الفيدرالي، في صيغته الحالية، أي بعدما طرد بنشماش أغلب أعضائه، وعوضهم بآخرين محسوبين على صفه. ناهيك أن هذا التيار ما زال متمسكا بالحسم القضائي لهذه الأزمة، وستنظر محكمة الاستئناف بالرباط يوم 30 أكتوبر الجاري كذلك، في دعوى الطعن ضد الحكم الابتدائي الصادر بإبطال اللجنة التحضيرية التي يقودها سمير كودار.